حاضنات الأعمال الإنسانية هي جهاز يساعد الجمعيات الخيرية الناشئة على التطور من خلال تقديم مساحة تشغيل مشتركة لتلك الجمعيات، من خلال القيام بذلك يتمتع رواد الخير ببيئة عمل تعاونية مع فرص توجيه وإقامة شبكات خيرية، ودعم مالي وموارد مشتركة، باختصار، هي توفر للجمعيات الخيرية الناشئة مكانا آمنا للنمو والازدهار خلال الأشهر أو السنوات الأولى، وعادة ما توفر مساحة معقولة، ومكاتب وخدمات مشتركة، والتدريب العملي على الإدارة، ودعم التسويق، وفي كثير من الأحيان الوصول إلى بعض أشكال التمويل.
لذا كانت حاضنة الأعمال الإنسانية الأسلوب الأمثل في صناعة بيئة قادرة على دعم القطاع الخيري بجهات تمتلك الحد الأدنى من الانضباط الإداري والمالي، والتي تصنع قاعدة صلبة يمكن أن تبني جهات خيرية كبيرة.
إن القاعدة الصلبة للعمل الخيري تتكون من خلال توفير الحد الأدنى لبيئة العمل من الخدمات الإدارية والمالية والإعلامية والرقابية ودعم صناعة القرار، والتي تقدمها حاضنة الأعمال الإنسانية على شكل مجموعة من الخدمات ومنها الخدمات المالية والإدارية وتشتمل على توفير برنامج محاسبة مالية يتناسب مع طبيعة العمل الخيري وتوفير برنامج خاص للموارد البشرية والموارد المالية وتشتمل كذلك على تصميم موقع إلكتروني وإعداد لائحة خاصة بالموارد المالية وإدارة المشاريع الخيرية وتساهم في تنفيذ ومتابعة المشاريع الخيرية وإعداد التقارير الدورية والنهائية ودعم القرار من خلال تقديم الاستشارات اللازمة التي تساعد الإدارة على اتخاذ القرار وإعداد الدراسات البحثية الميدانية وتصميم دراسات المشاريع، إضافة إلى الرقابة والتدقيق المالي من خلال دعم إدارة المؤسسة بفريق فني من مستشارين ماليين لإعداد التقارير المالية ورفع التوصيات اللازمة للإدارة.
قد تبدو فكرة الحاضنات بسيطة لكن الواقع يثبت أنها عمل يحمل في طياته تحديات كبيرة، لما يتطلبه عملها من تحديات وتوفير آليات فعالة توفر فرص عمل وتؤدي إلى تنمية حقيقية للمجتمعات بما تنتجه من منشآت قوية تحقق الكثير من الطموحات وتحول الأفكار الوليدة والتقنيات الجديدة إلى منتجات تحقق لأصحابها أرباحا مجزية.
فاحتضان الأعمال عملية حيوية تهدف إلى بناء قطاعات نشطية ومربحة فهي ترعى المؤسسات الناشئة وتساعدها على المواصلة والنمو خلال فترة البداية التي هي أكثر المراحل حرجا فالحاضنات تقدم مساعدات عملية في الإدارة وتنسيق خدمات الدعم الفني.