لدي قناعة تامة بأن لبنان توأم الكويت، وكلاهما يحمل نفس المواصفات ونفس الهموم والآمال رغم اختلافهما جغرافيا واقتصاديا، وأن ما حدث أو سيحدث في لبنان سيحدث أو حدث في الكويت مع اختلاف الزمن والعكس صحيح.
مر على الشعب اللبناني حالة من اليأس من شدة سوء الأوضاع، وختمها انفجار مرفأ بيروت «وزاد الطين بلة» وحين اقترب موعد انتخاباتهم، خرج الشعب اللبناني إلى الشوارع وأطلقوا صيحتهم المدوية «كلن يعني كلن» وكتبوها على الجدران والرايات وكان هدفهم حث الناخبين على عدم انتخاب النواب السابقين، وصارت «كلن يعني كلن» هي كلمة السر، أو التعويذة المشتركة لكل مكونات الشعب الثائر على الأوضاع. ومن شدة وقوة هذه الصرخة «كلن يعني كلن» توقع العالم أن لبنان سيفتح صفحة جديدة، برموز جديدة، بمنهج جديد، وجاء يوم الامتحان وبدأ يوم الصمت، وسلت الأقلام، ونشرت الصحف، وظهرت النتائج، وإذ بهذه الزوبعة لم تتجاوز الفنجان.. وتبين أن كانت كلمة «كلن» تعني لديهم «بعضن» إذ لم يتجاوز التغيير أكثر من ١٠% من عدد نواب المجلس، ولم تكن النتائج على قدر الصراخ والألم.
هذه كانت معركة انتخابات لبنان سمعنا جعجعة ولم نر طحينا. حمى الله لبنان من مكروه.
ونحن اليوم في الكويت مقبلون على انتخابات والأوضاع ولله الحمد والشكر هادئة، لكن الفساد نخر بالبلاد، وكان أول فرسان المقاومة ضد الفساد من السلطة العليا من صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الحكومة، وتعهد سمو ولي العهد بالإصلاح وبدأ بالتنفيذ، وحمل المواطنين جزءا من المسؤولية، وحث الناخبين من الشعب على «حسن الاختيار»، وهنا تذكرت صيحة الشعب اللبناني «كلن يعني كلن» فلننتظر نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي فإذا كان التغيير كبيرا جدا، فنقول لإخوانا اللبنانيين صرختكم «كلن يعني كلن» تردد صداها بين جبال لبنان، حتى وصلت إلى رمال الكويت، فتلاقت مع دعوة سمو ولي العهد للشعب الكويتي إلى «حسن الاختيار» في انتخاب النواب، فكان رد الشعب: «سمعا.. وطاعة».
فأنتم (القيادة) السباقون للإصلاح والخير ونحن لكم دعم وسند، وكلنا جنود لهذا الوطن، هدفنا واحد، وطريقنا واحد، نسأل الله أن يحفظ الكويت وقيادتها وشعبها، وأن يديم علينا نعمته وفضله.
[email protected]