يعتبر بنيامين فرانكلين من أشهر السياسيين في الولايات المتحدة الأميركية والذي كانت له طقوسه الخاصة في عملية «فلترة» أخطائه وتقويم تصرفاته وإعادة ضبط عاداته فكان ينصب لنفسه كل ليلة محاكمة يحاسب فيها نفسه بما حققه من انتصارات وهزائم، حيث اكتشف خلال هذه المحاكمات أخطاء عظيمة كان يرتكبها على الدوام كتضييع الوقت، الانشغال بالتوافه والجدال مع الناس بغير فائدة.
مزالق ثلاثة تجعل الإنسان يحيد عن هدفه وتؤخره عن بلوغه ولن يكون رقما صعبا في المجتمع. أدرك فرانكلين هذه الحقيقة فحارب نقائصه مسجلا انتصارات عظيمة ضد سلبياته التي بدأت بالتقهقر واستمرت معركته مع ذاته سنوات حتى أصبح من ألمع الشخصيات التاريخية في العالم.
ديل كارنيجي هو الآخر يقول: في أحد أدراج مكتبي ملف خاص مكتوب عليه «حماقات ارتكبتها»، مدونا فيه زلاته والحماقات التي اقترفها محاولا تصحيحها أو تلافيها، يذكرني ذلك بالمفهوم الإسلامي العظيم، الخلوة مع الذات ومحاسبة النفس، حيث يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل»، وقد ثبت أن الإنسان يتضاعف نشاطه 3 مرات إذا كلم نفسه وحاورها بصوت مسموع خاصة إذا تضمن الحوار ترديد الشعارات والأهداف والرغبات التي يهدف الى تحقيقها.
الحوار مع الذات من أدوات التحفيز إن كانت بصورة إيجابية لتقويم السلوكيات وليست أداة لجلد الذات بل يتخذ منها الإنسان سلما يرتقي به في مجتمعه محاولا سد النقائص والنظر للخيارات الإيجابية بصورة أكبر، ومحاسبة النفس وتقويم الذات تضمن للإنسان تصحيح مساره والانطلاق بالحياة.
[email protected]