تستضيف دولة قطر الشقيقة هذه الأيام بطولة كأس العالم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، كأول مونديال يقام في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، والذي كلف من خزينة الدولة المليارات من تشييد وتحسين البنية التحية وبناء الملاعب الرياضية التي صممت وفقا للمعايير الدولية للأبنية الخضراء وصديقة البيئة من قبل أهم وأبرز المعماريين العالميين والتي على رأسهم المبدعة رحمة الله عليها المهندسة زها حديد تمهيدا لاستقبال هذه الفعالية الرياضية الدولية المهمة.
فاستضافة كأس العالم تعد انعكاسا لرؤية قطر الوطنية 2030 كمبادرة حكومية بتنفيذ استراتيجيات مستدامة للاندماج في الساحة الدولية بمؤشراتها المستقبلية في كل القطاعات الحيوية، لاسيما قطاع السياحة من خلال جذب ملايين الزائرين لها من المشجعين والفرق الرياضية المتعددة، وتوفير برامج للأنشطة الترفيهية والثقافية لهم خلال وبعد انتهاء البطولة مع التوجه لتحويل مرافق كأس العالم إلى وجهات سياحية وخدماتية، بالإضافة إلى قطاع الاقتصاد.
فرغم أن دولة قطر تمتلك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم والذي ساهم بشكل كبير في رخاء وازدهار البلاد وانعكس بشكل إيجابي على مستوى رفاهية الأفراد، إلا أنها تتبنى مشاريع ضخمة ذات سلاسل إنتاج متنوعة بإيرادات مالية سريعة وطويلة المدى لا تعتمد على مصادر الطاقة الناضبة، بهدف توسيع أنشطة وحجم الاقتصاد الكلي لديها لدعم توجهها لتكون مركزا ماليا وتجاريا في المنطقة، وهذا ما يؤثر بشكل إيجابي على تعزيز سياستها الخارجية وثقل وجودها الدولي.
مونديال 2022 يعد إنجازا قطريا صنعت منه فرصتها الذهبية لوضع نفسها على الخريطة الدولية للرياضة والاستثمارات التجارية.
[email protected]