أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مرآة المجتمع بل عالمه الموازي، عالم يطلعنا على الجرائم والمشاكل والتجاوزات والمخالفات الصريحة لأصول الدين والعادات والتقاليد والكثير من الجدليات، ويشعرنا كم نحن وأبناؤنا في خطر كبير. أصبحنا مجتمعا مفتوحا على كل الاحتمالات، وكل النتائج متوقعة بضياع جيل كامل من الشباب الكويتي، وربما تتحول حالات الإدمان على المخدرات إلى ظاهرة والعياذ بالله ما لم يتم اتخاذ اللازم.
وقد تابعت بكل آسف فيديو قصيرا لتصريح من إحدى الأخوات العاملات في أحد المستشفيات قبل أيام بوصول عدد من الكويتيات في حالة مزرية بسبب تناولهن المخدرات. واللافت في التصريح أن المدمنات لا يعرفن أنهن مدمنات، مما يدل على أن الشباب الكويتي مغرر به سواء كان المدمن قد أدمن عن علم، أو عن غير علم، وهذا ما حصل مع هؤلاء البنات عند دخولهن المستشفى في حالة خطرة، مما ينذر بأن تتحول الحالات إلى ظاهرة تتفشى في المجتمع الكويتي.
وفي ظل الحديث عن الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد فيه نبتعد عن مفهوم الإصلاح الذاتي ومكافحة كل الذين يدمرون حياة أبنائنا، لا أدعو للشك بالمحيطين بنا وبأسرنا ككويتيين... لكن يجب ان تكون لنا وقفة.
وصل الى علمي أنه في إحدى المدارس، وللأسف المدرسة صارت من مراكز الترويج للمخدرات بين الطلاب والطالبات، رصدت حالة أبلغني بها مدير المدرسة في حينه أن طالبا في الصف الرابع قدم لطالب من الصف الثاني الابتدائي حلوى.. كانت حبة شبو، وعندما تمت مراجعة الإدارة من قبل ولية أمر الطالب الذي أخذ الشبو على أنها حلوى تبين أنه تم إخفاؤها في حديقة المدرسة من قبل الطالبين لحين الخروج من المدرسة.. وما خفي أعظم.
القياديون بوزارة الداخلية ورجال الأمن لا يتوانون عن البحث والتحري وتقصي الحقائق وضبط المدمنين ويكررون الدعوة الى ضرورة التبليغ عن أي مدمن أو مدمنة، إلا أن الجهود لم تعد كافية ما لم يتعاون جميع المعنيين من الأسرة والإدارات المدرسية ووزارة التربية.
وأتساءل: ما الداعي لوجود العشرات من البقالات في المناطق السكنية، وأين الرقابة من تلك البقالات المنتشرة في وجود جمعيات تعاونية بكل منطقة ومولات مضمونة وعلى المواد الاستهلاكية التي تبيعها وتلك مخدرات «ملبسة بالسكاكر» والنكهات التي يرغب فيها بناتنا وأولادنا، ليصبحوا مدمنين من حيث لا يعلمون.
لقد أصبح من الضروري بناء مصحات علاجية للمدمنين، ومعالجة موضوع «البقالات» بالتقليل منها في المناطق القريبة من التعاونيات والمدارس، كما لابد أن تضرب وزارة الداخلية بيدها على كل «بقالة» هي وكر لترويج المخدرات لأولادنا وبناتنا، وتطبيق العقوبات التي تصل إلى الإعدام.
المخدرات آفة جعلت من الجريمة حالات متكررة، لذا أدعو لعمل ملتقيات للتعريف بالمخدرات وآثارها في المدارس، ونشر التوعية الأسرية والمجتمعية في البلاد، والقصاص القصاص من كل من يروج للإدمان، وإلا فنحن المدمنون يا سادة.
[email protected]