إنها الذكرى الـ 32 على الغزو العراقي للكويت، الذي وقع يوم الخميس في الـ 2 من أغسطس عام 1990، إذ احتل النظام العراقي آنذاك دولتنا الكويت، وقد دفع الرئيس العراقي صدام حسين بجيشه عبر الحدود الكويتية - العراقية ، وعادت الذكرى بكل تفاصيلها الأليمة لنشعر بالحزن على من رحلوا من أبناءنا الشهداء وبناتنا الشهيدات والفخر بهم، ولتبقى المعالم شاهدة على الاحتلال الغاشم.
ولعلي لن أضمن المقال تفاصيل اليوم المشؤوم على الكويت والكويتيين والويلات التي جرت على الوطن وشعبنا، والأرواح المبذولة التي جعلتنا نعود ولله الحمد لسابق عهدنا قبل 1990، والنهضة بالبلاد والأمن والأمان بفضل الله أولا ثم باللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الكويتي، والتي تمثلت بتكاتف الجهود بين السياسيين والكتاب والإعلاميين خارج الكويت وداخلها وما بذلوه من إعلاء كلمة الحق والعمل السياسي المتواصل بين قيادة الكويت الشرعية والقادة الخليجيين والعرب ودول العالم، في مقدمتهم الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الذي عزز الوحدة الخليجية.
وظهر حينها عمق العلاقات الخارجية المتينة والشراكات التي جمعت الكويت ودول العالم، والذي تمثل في دحر الجيش المحتل عبر حرب عاصفة الصحراء لتحرير البلاد عام 1991، من دول عربية وأجنبية برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.. حقبة من تاريخ الكويت ستبقى في ذاكرة الأجيال القادمة، ليس لأجل توسيع الهوة بين الشعب العراقي والشعب الكويتي، بل لأنه تاريخ والتاريخ يكتب بدم أبنائه.
ما أحوجنا لتلك المشاعر التي حملت الجميع لإعلاء الوطن، وعززت الترابط الوطني ، فضياع الأوطان ضياع للهوية الإنسانية، واليوم نعود لنستلهم الدروس الوطنية من خلال دعم الجهود الإصلاحية المأمولة من سمو رئيس الحكومة الجديد الشيخ أحمد النواف، والسمع والطاعة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، الذي وضع معالم طريق العمل السياسي في العهد الجديد، وأن علينا الحيطة وأخذ العبر والدروس من الأزمات والتحديات التي عاشها وطننا الكويت عبر الزمن..وقد أشار سموه الى تصدع العلاقات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ومن خلال هذه المناسبة الحزينة والأليمة علينا فهم خطاب القيادة السامية وعدم السماح بتصدع الوحدة الوطنية بل المحافظة عليها وعلى الديموقراطية، وتحقيق الرفاهية لشعبنا الكويتي يكون باختيار الأفضل لتمثيلنا والعمل السياسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بعيدا عن الشخصانية، إن الذين استشهدوا وضحوا من أجل الكويت أرادوا كويتا مزدهرة فكانت ومازالت حرة أبية، ومازال الثاني من أغسطس شاهدا ومشهودا حتى لا نضيع جزءا من تاريخ الكويت.
دعوت مرارا لتوثيق الأحداث إبان الغزو العراقي بالوثائق المعتمدة في متحف إلكتروني افتراضي، ونلمس التطور الكبير في العلاقات الأخوية بين الكويت والعراق، إلا أن التاريخ يجب أن يوثق بأدوات عصره، والعالم الافتراضي يمثل إحدى أدوات عصرنا والأجيال القادمة.
[email protected]