تمر علينا الذكرى الـ48 لتأسيس النادي العلمي الكويتي في 11 أغسطس 1974، ويتبع النادي العلمي وزارة الشؤون ويعتبر النادي جمعية نفع عام، وقد طال النادي العلمي ما طال من ترهل في مبان وإدارات ودعم لجمعيات النفع العام في الكويت، وأقصد دون مساهمة فعالة وواضحة لدعم النادي على مر السنوات الماضية.
وكانت الأهداف التي أسس من أجلها النادي، أهمها توثيق العلاقة بين النادي العلمي والأندية والمؤسسات العلمية الأخرى المحلية والعربية والعالمية، عبر المساهمة في اكتشاف ميول المنتسبين وتوجيهها التوجيه السليم، والعمل على زيادة المستوى العلمي والكفاءة العلمية لدى المنتسبين في التخصصات المختلفة، وكلها لتهيئة ورعاية البيئة العلمية المناسبة ونشر الثقافة العلمية في المجتمع.
هكذا جاءت بعض أهداف اللائحة الداخلية للنادي العلمي وإقرارها بين الأعضاء.
وكنت أحد المنتسبين للنادي في الثمانينيات، وشهدت أنشطة النادي وحضرت إقامة الملتقيات والمعسكرات والندوات والمحاضرات والمسابقات والمعارض والرحلات العلمية، كان ذلك من أجل تدريب الشباب على إعداد وتنفيذ الأنشطة لتنمية قدراتهم على البحث العلمي وإجراء التجارب وكتابة الأبحاث والمشاريع العلمية عن طريق العمل الجماعي أو فريق العمل أو الأنشطة الفردية.
يعكس النادي العلمي دوره كأحد جمعيات النفع العام الهامة، التي تعنى بمواهب الشباب الكويتي وكم من مخترعين كويتيين وكويتيات تدربوا في أفرع هذا النادي الذي استطاع في فترة من سنوات النهضة الكويتية الحديثة أن يسهم في اكتشاف المواهب الشبابية الوطنية وتصبح أسماء لامعة في سماء العلم والعلماء البحثيين والمكتشفين.
وشهد النادي العلمي افتتاح متحف العم صالح العجيري في 2013 الذي كان، رحمه الله، الرئيس الفخري للنادي، كما تم إنشاء مرصد العجيري 1986، وأذكر حينما حضرت متحف العم صالح العجيري وجدت ما جمع فيه من صخور فريدة من نوعها ونيازك، ومسرح الفضاء العلمي الذي جلسنا فيه نحن والحاضرون لننطلق بين النجوم والكواكب، كان سبقا علميا متطورا في الكويت، وعلى الرغم من الجهود التي يقوم بها المعنيون بإقامة وإطلاق الورش التدريبية، وإطلاق مجلة المجرة الدورية للنادي والعمل الجاد والمستمر، إلا أنني أتساءل: أين اليوم النادي العلمي من افتتاح مثل هكذا متاحف ومراصد بمواصفات عالمية؟ وأين دور وزارتي الشؤون والتربية في دعم هكذا صرح علمي كويتي شبابي؟
مع مباشرة الحكومة الجديدة برئاسة سمو الشيخ أحمد النواف لمهامها عليها أن تضع خطة لتعزيز دور النادي العلمي وتوسيع رقعته الجغرافية ودعم أفرعه بالأدوات الاستكشافية العلمية الحديثة والمتطورة، وفتح المزيد من القاعات العلمية والاستعانة بخبرات علمية من خارج البلاد في الورشات التدريبية التأهيلية، وفتح الباب على مصراعيه أمام المواهب والأدمغة الكويتية المخترعة والمبتكرة، كما أن مكان النادي العلمي بحاجة لخطة عمل وتطوير من وزارة الأشغال كضرورة ملحة.. فهل نشهد ناديا علميا كويتيا بمعايير الدول المتقدمة قريبا، يتسع على غرار اتساع المولات التجارية في الدولة ليكون قبلة الشباب الكويتي لتطوير البحث العلمي واكتشاف المواهب؟
[email protected]