تغيرات المناخ وموجات الجفاف المستمرة التي طرأت على الكرة الأرضية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وارتفاع في درجات حرارة الأرض يتراوح ما بين (1-1.5) درجة مئوية خلال المائة سنة الأخيرة من القرن الماضي والتغير المناخي قضية حاسمة في عصرنا الحالي والأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لتغير المناخ والتي بدأت مع الثورة الصناعية في العالم ويرجع أساسا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، ونتج عنها انبعاثات الغازات الدفيئة كغاز ثاني أكسيد الكربون فتعمل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات حرارة الأرض.
ومن عواقب تغير المناخ الجفاف الشديد وارتفاع مستويات سطح البحر وندرة المياه والحرائق الشديدة والفيضانات والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي والمحاصيل الزراعية وهجرة الكثير من السكان من الفيضانات والتصحر، فالكرة الأرضية أصبحت أكثر دفئا مما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر والغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية طبقة الأوزون تعرضت إلى أضرار بالغة نتيجة استخدام الوقود في الصناعات المختلفة وحدوث تآكل بنسبة تزيد على 60% من الطبقة العليا من الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي مما سبب ارتفاعا في درجات حرارة الأرض وذوبان الثلوج وصاحبه انخفاض ملحوظ في الغطاء الجليدي البري والبحري وارتفاع في منسوب مياه البحار والمحيطات واختلال نباتي وفيضانات تغرق الأراضي الزراعية وتدهورها وقل مفعول الرياح القطبية الباردة وأصبحت هذه الرياح دفيئة ورطبة، وقد يعود السبب إلى تحويل مجاري الأنهار في كل من كندا وروسيا قد أثر على درجة حرارة منطقة القطب الشمالي.
ونقص المياه العذبة سيؤدي إلى تهديد الأمن الغذائي، لذا يجب المحافظة على الموارد المائية العذبة وخاصة مع تزايد النمو السكاني والحد من الاستخدام الجائر للأنهار وتحكم الدول في منابع ومصبات الأنهار وبناء السدود عند منابع الأنهار كسد النهضة في اثيوبيا وآثاره على كل من مصر والسودان بانخفاض منسوب مياه نهر النيل في مجراه سيسبب ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك تحكم كل من إيران وتركيا في منابع نهري دجلة والفرات وإقامة السدود وانحسار مصبات الأنهار بسبب ازدياد الطمي والترسبات الطينية، وانخفاض مناسيب المياه في الأنهار، لذا يجب حماية صحة الإنسان والأجيال الحالية والمستقبلية والوعي البيئي والمحافظة على نظام البيئة وتلوث الهواء، وهي من أكبر المخاطر البيئية على الصحة في العالم ومطالبة الحكومات المتضررة من أزمة المناخ وضع الأسس والاستراتيجيات والدراسات للحد من هذه الظاهرة لمعالجة التغير المناخي وأضرارها على البشرية فقد اتسعت حالات التصحر بسبب التغيرات المناخية وقطع أشجار الغابات بشكل جائر ما أدى إلى تدهور التربة.
المشاركة الجماعية مع جميع دول العالم لمواجهة خطر التبدلات المناخية تقودها الدول العظمى كالولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية وروسيا والصين، وكذلك الدول النامية بمعالجة مياه الصرف الصحي وتطوير التقنيات التكنولوجية للمساهمة في إيجاد عالم خال من الانبعاثات الحرارية، ومنع التدخل البشري الخطير في النظام المناخي.
[email protected]