في قديم الزمن عندما كان احدنا يتابع التلفاز ويستمع إلى الإذاعة يعلم يقينا بأن ما سيشاهده وما سيسمعه سيثري له عقله ويزيده معرفة، لا تجد إعلاميا أقل من آخر، بل تتعجب من أنهم يتنافسون في طرح المواضيع المهمة، فكانوا ومازالوا راسخين في عقولنا، وإن كان بعضهم رحلوا عن عالمنا.
ومع تقدم الزمن وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، والمهازل السيئة التي نراها من انحطاط قبيح وسيئ في تقديم البعض ببعض المواقع من إسفاف وعري وتلطيخ للعقول بأشد الأشياء سوءا وقبحا وادعاء كاذبا بحياة زائفة لا وجود لها على الواقع، يتابعون هؤلاء من على شاكلتهم، يكون لهم متابعون فيتحول هؤلاء من مستخدمي «السوشيال ميديا» إلى إعلاميين ولكن لا عجب ولا غرابة. فالإعلام للأسف أصبح يرثى عليه إلا ما رحم الله.
لو قارنا بين الماضي والحاضر: سترى العجب العجاب، الإعلاميون في السابق والبرامج كانت على مستوى عال، ويتابعها من جميع أطياف المجتمع وتستضيف أصحاب الشأن والإبداع والفكر، أما الآن فقد تردى كثير منها بأكثر من السيئ، فالمهرجون التافهون من انتقلوا من المواقع إلى التلفاز والإعلام، يستضيفون من على شاكلتهم. فهل يعقل أن أحد التافهين يشتهر على شتيمة يقولها؟ هل يعقل أن يصبح الإعلامي من عامة الناس يرقص في المواقع وبقدرة قادر يتحول من راقص إلى إعلامي؟ وتفتح له الأبواب من كل جانب، هل يصح أن تتم استضافة أمثال هذا؟ وجميعنا أصبح يرى مستوى البرامج والأسئلة والأشخاص الذين تركن لهم الورود ويتم إعطاؤهم المبالغ الكبيرة لاستضافتهم في قنواتهم.
لكن من هو دخيل على الإعلام وهمه الأوحد هو المال.. يستضيف كان من كان حتى يصبح «ترند»!
ويظن هؤلاء الجهلاء انهم على حق.. وجميع من ينتقد أفعالهم وتصرفاتهم بأن أتى هذا الانتقاد من باب الحسد والغيرة!
ويهيئ لهم الشيطان ويجمل سوء أعمالهم أنهم على الصراط المستقيم كما قال الله (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
وقال عز شأنه (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). ها نحن نرى أقزام ممن ظهروا في المواقع وتحولوا إلى شاشات التلفاز والإعلام؟ كم شتتوا أناسا وأتوا بأفكار دخيلة وسيئة.. وبعضهم شب الفتنة بين بلدان؟!
الإعلام هو سيد أي بلد فلا يتطور هذا البلد ولا يتقدم إلا بالإعلام الصحيح، ولا يكتمل صحة هذا الصرح إلا بإعلاميين حقيقيين لا يقبلون إلا بكل ما يرقى بالمجتمع والناس.
أتمنى أن يتم وضع قوانين وضوابط للمذيعين ومقدمي البرامج تكون وفق شروط تليق بهذا الصرح العظيم، حتى لا يكون إعلامنا عرضة للدخلاء.
Email: [email protected]
Twitter: Y_Alotaibii