في أحد البرامج التلفزيونية تكلمت إحدى المذيعات عن موقف لها مع وزارة الكهرباء والماء عندما فصلت عن بيتها خدمة الكهرباء، وعمل موظفيها بقيامهم بعملهم على أكمل وجه وبسرعة فائقة ودقة عالية، خرجوا من الوزارة بحدود 12 شخصا في الليل مع معداتهم، لإنجاز المهمة.
فأشادت هذه المذيعة خلال حديثها لإحدى صديقاتها بدور هذه الوزارة وجهود موظفيها وموقفهم معها، وذكرت أن الوزارة في 2020 و2021 حققت أعلى نسبة إيرادات وأن خدماتها الخاصة بدفع الفواتير سهلة وجميلة جدا.
ولا عجب ولا غرابة في هذا الكلام، فعندما يقوم الموظفون بدورهم بنشاط وهمة عالية، نرى مثل هذه الإنجازات المشرفة، فالموظفون لا يريدون سوى أن تكون حقوقهم محفوظة وألا يمسها أحد بضرر وسوء، وألا يتسلط عليهم مسؤول بل يبسط لهم اللين بالقول والفعل، ويضع في عقله أنهم فريق عمل واحد وليس هو فقط من يحقق الإنجاز وهم مجرد منفذين، فكرسيه لن يدوم له.. وتسلطه لن يزيده تشريفا ونفوذا وتمكينا.. بل ربما يكون هذا الكرسي إلى زوال بدعاء أحد الموظفين المظلومين عليه.
وزارة الكهرباء تعتبر من أهم وزارات الدولة، عملها يستمر طوال أيام الأسبوع وفي جميع الأوقات ولا تقل خطورة عن النفط، فعندما يطالب موظفوها بحقوقهم وبدلاتهم فهم يستحقونها، وليكن ذلك في الحسبان واليقين التام.
كلما ازداد الرفق مع الناس ازداد الخير والعطاء.. على قدر حسن التعامل يزيد الحب والترابط والإنجاز، وإذا كثر العمل وأصبح شاقا سيسهل ويبذل بأجمل عطائه.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
فرفق المسؤولين مع الموظفين مهم.. ورفق الموظفين مع المراجعين أهم..
وأخيرا: أذكر المسؤولين والموظفين كذلك باللين والسهولة في تعاملهم مع الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به».
فارفقوا بالناس يرفق بكم الله، فالجزاء من جنس العمل!
Y_Alotaibii@
[email protected]