سنتحدث اليوم عزيزي القارئ عن عملية جراحة المياه البيضاء، ونستطيع القول إن أغلب حالات المياه البيضاء تعود إلى التقدم بالعمر أو ما يسمى «مرض الساد الشيخوخي»، أما باقي الأسباب فترتبط بمسببات أخرى مثل السكري، أو إصابات العدسة، أو تأثيرات الأشعة.
لا يوجد حل غير الجراحة لعلاج المياه البيضاء، وتبدأ العملية بالتخدير الموضعي إلا في بعض الحالات التي لا يصلح معها إلا التخدير الكامل كالأطفال.
وتبدأ عادة بشكوى المريض من عدم وضوح الرؤية، أو اضطرابات في الرؤية، أو هالات قد تصل إلى منعه من القيادة، أو من أداء واجباته اليومية فيلجأ المريض إلى الطبيب، وخلال الفحص الإكلينيكي يتبين للطبيب أن المريض يعاني من المياه البيضاء، وعادة ما تحدث هذه الحالة بعد سن الخمسين.
والمياه البيضاء اليوم اختلفت عملياتها عن السابق، ففي السابق كان الطبيب ينتظر حتى يصبح الماء الأبيض صلبا جدا لإخراجه كتلة واحدة، أما الآن، وفي ظل التقنيات الحديثة، فمن الممكن إجراء العملية داخل العين عن طريق فتحة صغيرة، وتجرى العملية تحت تخدير موضعي، ويتم تفتيت الماء الأبيض بالسونار أو الليزر، وسحبه عن طريق فتحة صغيرة.
والعملية في ظل وجود التقنيات الحديثة، والخبرات الطبية أصبحت سهلة جدا، حتى أنها أصبحت أكثر عملية تجرى على مستوى العالم.
وهي تبدأ بإجراء قياسات العدسة الخاصة بالمريض، ثم يتم إجراء العملية في يوم واحد، ويخرج المريض بعد ساعة واحدة.
أما عن نسبة نجاحها فهي 98%، ومن الممكن بعد إجراء العملية زراعة العدسات التي تغني المريض عن ارتداء النظارة الطبية، ويعتمد هذا على قرار المريض والطبيب معا.
وقبل العملية يتم إعطاء المريض قطرات خاصة لتوسيع حدقة العين، وقطرات لمنع الالتهابات، وبعدها يتم تخدير العين وتعقيمها ثم يبدأ الطبيب بإجراء العملية، وبعد العملية يتم تغطية العين باستخدام مراهم مضادات حيوية، ثم تغطى العين لمدة تتراوح من 4: 24 ساعة، ثم يستخدم المريض بعض العلاجات التي تقلل من حدوث الالتهابات، وذلك لمدة أسبوعين بعد العملية، وعادة ما تتحسن الرؤية خلال أسبوع بعد إجراء العملية.