عزيزي القارئ، نواصل في هذا المقال ما بدأناه في المقال السابق عن مراحل تطور جراحات تصحيح البصر، ونتحدث اليوم عن ظهور «الليزك».
وظهر «الليزك» بعد «الليزر» وهو عبارة عن استعمال التقنيتين اللتين تحدثنا عنهما في المقال السابق، حيث يتم قطع رقعة قرنية، وبدلا من استعمال الجراحة للقرنية، يتم استعمال الليزر للقرنية، وإعادة الرقعة إلى مكانها بدون أي خيط وأول من أجراها البرروفيسور بلاكاريس في اليونان، وانتشرت هذه العملية بصورة قوية جدا في جميع أنحاء العالم، ومازالت أكثر العمليات شيوعا بالعالم الآن، ومن مميزاتها التخلص التام من الألم والدموع والانتفاخات في الجفون التي تصاحب الليزر العادي السطحي، وقدرة المريض على العمل خلال يوم أو أقل.
وبمرور الوقت وجد أن هناك بعض العوامل مثل سماكة القرنية، ودرجة تحدبها، ودرجة القصر البصري المطلوب إصلاحه، وهذه العوامل قد تؤثر على النتيجة النهائية لليزك، كذلك وجد أن عملية الليزك قد تترك آثارا لدى بعض المرضى مثل الهالات الضوئية، وعدم الرؤية بانتظام بالليل، وعدم استقرار أو تذبذب الرؤية، ووجد أن أغلب هذه العناصر بسبب إحداث الرقعة بالقرنية.
وتوجه العلم مرة أخرى إلى العلاج السطحي للتخلص من وضع القرنية، وهنا ابتكر العلماء ما يسمى بـ «الليسك» و«الابيليزك» بدلا من الليزك، وفي الواقع هما نفس العلاج السطحي السابق، وهناك الكثير من المراكز الطبية ترى أنهم يحملون المواصفات نفسها، والحسنات والسيئات نفسها، وأخيرا ظهر «الإنتر ليزك»، وهو يقارب الليزك، والفرق هو أن القطع يكون بالليزر، وليس بحد المشرط، والدراسات لم تثبت بعد تفوق الإنترليزك التام على الليزك بصورة واضحة.
كل هذه الحالات، وكل هذه الطرق التي تم ذكرها تعالج قصر النظر أو طول النظر لدرجات معينة، أما الدرجات العليا فمن الأفضل عدم استعمال تلك الطرق.
وسنقوم في المقال القادم - بإذن الله تعالى - بالحديث عن بقية الطرق الحديثة في علاج قصر أو طول النظر.. دمتم بخير.