[email protected]
إن عشقنا فعذرنا أن في وجهنا نظر!
يقولون: عشق قلبه أي تعلّق قلبه بعشق فتاة!
وأقول: في هذا الزمان كثر «عشق الرانغول».. أي: «الذهب المزيف»!
في السابق كان أهل الكويت يسمون كل الأساور والمشغولات التي لونها ذهبي.. رانغول!.. أي مزيفة، ليست من الذهب إلا في اللون فقط!
قال الشاعر:
وما العشق إلا ثورة النفس في الورى
تحل لمن في الحب بالوعد يصدق
واليوم نرى كثيرا من الشباب تسأله عن أحواله، فكثير يجيب بأنه في «حالة عشق» وهيام.
قال الشاعر:
إنني عشقت وهل في العشق من باس
ما مر مثل الهوى شيء على راسي
طباع مستغربة من هؤلاء الشباب، فالعقل يغيب ويعتريهم هذا الإحساس وبعضهم يعيشه بكل أوهامه لأنهم غير صادقين، ما ينغص عليهم لذيذ العيش.
يقول الشاعر المتنبي في هذا «العشق المزعوم» انه على قدر النظر في العواقب يخف العشق عن قلب العاشق، وعلى قدر جمود الذهن يقوى القلق:
لو فكّر العاشق في منتهى
حسن الذي يسبيه، لم يَسْبِه
لكن رابعة العدوية تنظر للموضوع من زاوية العشق الحقيقي الخالد فتقول:
أحبُ حبيبا لا أُعاب بحبهِ
وأحببتم من في هواه عيوب
٭ ومضة:
ونحن شباب قرأنا وسمعنا حكايات عجيبة عن (عشاق صچ)، قصص ملهمة مختلفة تدور حول (العشق الحقيقي) الذي دخل التاريخ من أمثال مجنون ليلى، عنترة وعبلة، وجميل وبثينة، وكثير الخزاعي وعزة الكنانية وقيس بن ذريح ولبنى وليلى الاخيلية وأبونواس وجنان والشاعر أبوالعتاهية وعتبة وابن زيدون وولادة بنت المستكفي وابن رهيمة وزينب، وغيرهم!
٭ آخر الكلام:
الحكماء عبر التاريخ قالوا عن العشق انه حركة فارغة!
وقال بعضهم ان العشق لا يحدث إلا لظراف الناس.
وقلة من العلماء قالوا لا يقف على درجة العشق جامد!
قال الشاعر:
في ثغرك المسحور ألف حكاية
تملى على الورق وتمزق
أنت التي توحين للناس الرؤى
وتعلمين العشق من لم يعشقوا
٭ زبدة الحچي:
اليوم اختلط الحابل بالنابل وصار العشاق أكثر من قوم يأجوج ومأجوج!
راح ذاك العشق الذي سيطر على قيس وعنترة وبن ذريح وابن زيدون.
المشهد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يظهر ويخبو (هوس العشق) وتتمسك به النساء وهو أكيد اضطراب وهمي عند الكثرة لكن (قلة) به صادقون!
لقد وجدت في دهاليز الحياة قصصا عن الحب العذري (نادر) وكثرة من العلاقات المختلفة قلة هم (الصادقون)!
قالها أبونواس:
مالي وللناس كم يلحونني سفهاً
ديني لنفسي ودين الناس للناس
لقد أسهب الأقدمون في وصف العشق غير انهم متفقون على تسميتها بمراحل العشق، ما يجعل الجسم يفرز هرمونات معينة يزداد إفرازها وتفعل فعلها في جسد الإنسان بحيث تظهر أعراض زيادتها عليه وترسم بذلك أعراض العشق!
قالوا: العشق أوله هزل وآخره جد وفي وسطه (قلق السعادة) فلا تركيز ولا تفكير عند العاشق خاصة بعد إفراز هرمونات (الأدرينالين)!
لقد كتب ابن حزم الأندلسي في كتابه (طوق الحمامة في الألفة والألّاف) يوصف الحب ويقول، كما ذكرت: الحب أوله هزل وآخره جد ومعاناة!
لا أستطيع التعميم، أكيد هناك حب وعشق صحيح وأيضا عشق رانغولي!
بعيدا عن الرقباء والعزال أتمنى لكل المحبين الحقيقيين ما يرضي الرب من الحال وطالت صحبتهم واتصلت؟
معذرة من كل العشاق، نحن في زمن طغى فيه الماراثون الرانغولي على المحبين الصچيين للأسف؟
إجازة أسبوع طيبة.
.. في أمان الله.