[email protected]
استطاعت د.رشا الضامن أن تشدني إلى روايتها حال تسلم نسخة منها لأغوص في أعماقها بعد أن سكّرت عليَّ باب مكتبي لأنفرد بأحداثها المتسارعة.
نأتي على التسمية «بدر لم يكتمل»!
يقولون: البدر يَكْمُل كل شهر مرة!
ويكون وجه القمر كالبدر 14 يوما من الشهر، بمعنى أدق سأعرض لكم تحولاته: (المحاق - الهلال - التربيع الأول - الأحدب المتزايد - البدر - الأحدب المتناقص - التربيع الثاني - الهلال الثاني).
وسط هذا الكم الهائل من التحولات استطاعت الروائية د.رشا فواز الضامن أن تنقل قارئ الرواية عبر تحولات البدر - الذي لم يكتمل - إلى مشهد عظيم من الدراما الواقعية والقفشات والحوارات.
مَنْ يقرأ حيثيات الرواية سيعيش مع الشخصية الظاهرة في الرواية (بدر) الذي جاء اسمه متوافقا مع البدر وهو في أجمل صوره ومشهده.
تقول د.رشا الضامن، وأراها قد صدقت في ختام روايتها «بدر لم يكتمل»؟
لدي إحساس دائم بأن الآلات ترتبط بأصحابها، وبمرور الوقت تنشأ ألفة بينها وبين مستخدمها حتى تتكون علاقة بين الطرفين، تعتاد هي على طقوسه في تشغيلها وأصابع يديه في لمسها ويعتاد هو على أدائها وسرعتها في إنجاز ما هو مطلوب منها، فتأنس لفكرة الولاء له، لدي قناعة بأننا عندما نتوقف عن استعمالها ونهملها، فإنها تحزن وتشعر بجفائنا فتصاب بالعطل، تماماً كما يحزن الإنسان ويغضب من فراق وفقد حبيب أو قريب، فإنه يصاب بأزمة تزلزل كيانه، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على حياته، وقد يحالفنا الحظ ونستطيع إصلاح أعطالها، ومن الممكن أن نعجز عن انتشالها من حالة الحزن التي ألمت بها، فتتوقف عن العمل، وذلك ينطبق على الآلات والأجهزة والسيارات في أحيانٍ كثيرة.. مَنْ قال إن الآلات لا تشعر بهجراننا لها...؟
نعم.. أعتقد يقينا أن د.رشا صدقت: مَنْ قال إن الآلات لا تشعر بهجراننا لها؟.. وكذلك الأشجار والحيوان والطير؟
بالفعل شدتني الشخصيات الرئيسية في الرواية خاصة (بدر) الابن الأصغر الذي أراه يحمل من خصال والدته، والأجمل آراؤه واعتراضاته ويده الخفيفة وتساؤلاته اللطيفة واستنتاجاته الآنية.
أما والده عبدالجليل الذي يتسم بالبخل الشديد وحب المال وكَنزه وهذه صفة مذمومة، له صفة طيبة في تقديس العلم واحترام المثقفين وعشق الطرب وهو في الأخير حسب الأحداث صاحب مبدأ ومزاج في آن واحد!
وتتوالى الأحداث وتتغير المشاهد وتتحرك الشخوص مثل أخوات بدر (نورية وهبة وهنادي) والأخ (سعود) صاحب الشخصية المحافظة كأخ أكبر يريد القول الفصل له دائما..! ولا يغيب المشهد عن صديقي بدر (عبدالعزيز وفيصل) و(نوف) حبيبته!
وشخصية سعود متوافقة مع الواقع، فالأخ الأكبر هو صاحب الحظوة والبروز، لأن هذا من ثقافة المجتمع فالأخ الأكبر هو المرجع وموضع الاهتمام والاعتبار.
ومضة: الرواية تقع في 509 صفحات من القطع المتوسط، وتدور أحداثها في مشاهد وحوارات قد تستمر أو تتوقف بينما تتحرك الشخصيات الأساسية في الرواية كما تراها الكاتبة الملهمة د.رشا الضامن.
الأحداث في هذه الرواية من وحي وخيال الكاتبة ولا صلة لها بالواقع وإن كان بعضها يستند إلى وقائع حقيقية، ولا تعد الرواية هنا أبدا مرجعا تاريخيا لأنها باختصار لا تضم حقائق واقعية وبشخوصها.
في كل إصدارات د.رشا الضامن تجد تميز الوفاء فهي كتبت كلمة الشكر إلى روح الكاتب القدير خيري شلبي، والكاتب القدير أحمد مراد والكاتب القدير محمود سالم، فلكل هؤلاء بصمة بين أوراق د.رشا في عالمها السردي والسرمدي!
آخر الكلام: الكتاب محطات ذات أهمية نُسجت بين الواقع والخيال، ومن يستعرض مشاهد الرواية يجد أنها تضم عشرات العناوين اللافتة للنظر.
زبدة الحچي: بالفعل استطاعت د.رشا الضامن أن تدير أحداث هذه الرواية برشاقة قلمها وفكرها في سرد نثري جميل فيه الواقع والخيال على شكل قصة متسلسلة عبر شخصيات خيالية أو واقعية وأحداث وكلها تعتمد على السرد الأدبي وتملك ناصية الكلام والحوار والوصف والصراع ما بين الشخصيات وما ينطوي عليه الامر من عناوين مثيرة لحب الاستطلاع كما حصل معي حتى أكملت قراءة الرواية على مدار 5 ساعات استمتعت بالرواية بكل عناصر وشخصياتها ومقوماتها الفنية وأسلوبها الأدبي الداعم للرواية العربية.
الرواية نسيج متكامل من فكر وثقافة وإلهام الكاتبة المتجددة دائما د.رشا فواز الضامن - وأرشح هذه الرواية للفوز بإحدى المسابقات الكويتية او العربية، فما أجمل أحداث هذه الرواية ذات الحبكة والتجربة الإنسانية عبر كل مشاهدها الواقعية المخلوطة بالخيال والاستنتاج والواقع.. كمّ هائل من القيم والمبادئ أصلتها الروائية د.رشا الضامن تفيد بأن الكتّاب والروائيين يملكون النصائح والخبرات والقيم في رواياتهم، ونفخر وبكل اعتزاز بهذا الإصدار الكويتي الجديد الذي تصدر الإبداع الروائي في رواية «بدر لم يكتمل» وهي قصة من واقعنا الكويتي والأكثر ملاءمة لنا وهي تستحق الإشادة والترشيح لعمل مسلسل كويتي قادم.وأدعو قارئي الكريم الى تملكها وقراءتها لاحترافية الكاتبة وجمال كتبها التي صدرت وتصدرت.
شكر واعتزاز
أرسل لي الأخ العزيز فهد المطيري - من المملكة العربية السعودية - الرياض دعوة كريمة لحضور مؤتمر Rise الأول - التنمية المستدامة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكنت والله بالفعل أرغب في المشاركة في هذه الاحتفالية والتي تناقش احدى اهم القضايا المطروحة ومنها استدامة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - ولولا ارتباطي المسبق برحلة سفر لأجبت.
كل الشكر والتقدير لأستاذي فهد المطيري.
..في أمان الله.