بين الفينة والأخرى تطل علينا قرارات طائشة تعطل عجلة التنمية وتظلم البلاد والعباد، ففي الأمس القريب أيادي السلام بترت وسُرج النور أطفئت، بقرار جائر غير مدروس لم يلتفت المسؤولون إلى عواقبه ونتائجه الوخيمة، ولم يتحملوا محصلة هذه القرار الأهوج.
ففي ليلة ظلماء صدر قرار بحل جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية دون سابق إنذار، فالكل مذهول من هول الصدمة.
والكل يتساءل: لماذا جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية؟
هل انتهيتم يا سادة يا كرام من حل مشاكل البلاد والعباد؟
وهل حسمتم المواضيع الشائكة التي تؤرق منام المواطن وتهدد أمن الوطن؟ أين أنتم من تجار الإقامات؟ أين أنتم من تجارة البشر التي تدار على مرأى ومسمع الجميع «وعلى عينك يا تاجر» وقد تركت وصمة عار على جبين الحقوق الإنسانية الكويتية؟ أين أنتم من سُراق المال العام؟
لماذا تنشط تلك النفوس المريضة في تقزيم العمل الإنساني الكويتي؟
تأكد يا صاحب هذا القرار بأنك لن تضر أعضاء جمعية السلام ولن تحرك ساكنا فيما يخصهم، فالمتضرر الوحيد هي أُمنا الكويت، بقرارك غرست خنجرا مسموما في خاصرة الإنسانية الكويتية، فقد حرمتها من دعوات أيتام وفقراء العالم، فمن الموكد أن الكويت محفوظة بالله عز وجل ثم بعطاءات الأيادي البيضاء والأعمال الخيرية الجليلة.
وأنا أعتقد أن جمعية السلام قد أخرست الأبواق المأجورة بشفافيتها وحياديتها وأمانتها، فهي أشهر من نار على علم، وأعمالها واضحة جلية كالشمس في رابعة النهار، وشهادتي وشهادة الجميع مجروحة في هذه الجمعية المباركة.
والآن وبعد هذا القرار من يطعم تلك الأفواه الجائعة؟ ومن يكسي آلاف الفقراء العراة في أصقاع المعمورة؟ ومن يمسح دمعة الأيتام والأرامل حول العالم؟ ومن يداوي جراح المرضى هنا وهناك؟ ومن؟ ومن؟
انطفأ سراج الإنسانية وكفنت الخيرية الكويتية، فهناك أفواه تصرخ في أنحاء المعمورة وتستنجد أين العقول الرشيدة والقلوب الرحيمة؟
ebtisam_aloun@