هناك 150 مليون طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم، منهم أطفال يعانون من صعوبات التعلم. وقد نجح بعض أولياء الأمور في تصنيف أبنائهم من هذه الفئة على أنهم من ذوي صعوبات التعلم واستبعدوا تصنيفهم معاقين عقليا، على الرغم من وجود تشابه عام في الخصائص العامة لكلتا الفئتين، ومن جانب آخر الغموض الذي يكتنف مفهوم صعوبات التعلم وبعض التأثيرات الاجتماعية.
ان الطفل الذي لديه صعوبة في التعلم يبدو طبيعيا في كل شيء، لكنها تحد كثيرا من تقدمه دراسيا.
يتم تعريف صعوبات التعلم على أنها اضطراب أو خلل في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتعلقة باستخدام اللغة أو فهمها، سواء كان ذلك شفاهه أو كتابة، بحيث يتجسد هذا الاضطراب في نقص القدرة على الإصغاء، أو التفكير، أو التحدث، أو القراءة، أو التهجئة، أو إجراء العمليات الرياضية.
وتنطوي أوجه الاضطراب المذكورة أعلاه على حالات مثل قصور الإدراك الحسي وإصابة الدماغ والخلل البسيط في وظائف المخ. وهناك بعض العوامل التي تتسبب في هذه المشكلة منها: عوامل وراثية، فالطفل الذي يعاني والداه أو أحدهما من صعوبة في التعلم من الممكن أن يتأثر بالمشكلة نفسها، كذلك من الأسباب المشاكل الصحية أثناء الولادة وبعدها، فقد يتسبب ضعف النمو في الرحم وانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة، في تعزيز مشكلة الصعوبة بالتعلم، والتعرض لحوادث مجهدة أثناء الطفولة، مثل التعرض لإصابة قوية في الرأس. هذا ويكون هناك تعدد بالمشكلات، حيث تكون نسبة التعرض لمشاكل في التركيز، والانتباه، وفرط في الحركة أكثر عند المصابين بصعوبات التعلم.
في الكويت تصدى لهذه المشكلة مركز متخصص هو مركز تقويم وتعليم الطفل الذي أشهر كجمعية نفع عام سنة 1984 بجهود مجموعة من النساء الكويتيات اللاتي تحققن من أن أطفالهن يعانون صعوبات تعلم، ولم يجدن من ينصحهن أو يوجهن محليا لمعالجة هذه المشكلات، فقرروا التوجه إلى بريطانيا وأميركا، حيث يمكن تشخيص حالات الأطفال هناك، والحصول على البرامج اللازمة، فتحقق لهم ما يريدون. ومن دافع إنساني وطني خيري - كعادة أهلنا في الكويت - رأت هذه المجموعة أهمية إنشاء مركز في الكويت يستقبل ويشخص حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلم، ويقدم لهم العلاج التعليمي المناسب. وفعلا نجحوا في إنشاء هذا المركز وتسجيله كجمعية نفع عام يهدف إلى مساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم ومساندتهم، وتقديم خدمات لأسرهم ومعلميهم بغية التغلب على التحديات التي تمثلها صعوبات التعلم.
أصبحت هذه الجمعية مركزا بحثيا نوعيا يقوم بإعداد وتصميم الاختبارات النفسية والتربوية التي تساعد على تشخيص الأطفال من هذه الفئة، ويقدم برامج تربوية علاجية لتدريس اللغة العربية والرياضيات خاصة بذوي صعوبات التعلم المحددة بشكل علمي ومهني غاية في الدقة والمهنية، مدركين في الوقت نفسه أن عدم التصدي لهذه الصعوبات وتركها قد يجعلانها تتحول إلى مشاكل نفسية اجتماعية وسلوكية، ولا تتفاقم فقط عند الطفل، بل تنعكس على الأسرة كلها. «برافو عليكم».. هذه إحدى أهم مؤسسات المجتمع المدني التي نطالب بوجود مثيلها في الكويت، وهي احدى جمعيات النفع العام التي تعكس صورة الكويت الحضارية، وهذا هو النموذج الأمثل الذي يشارك الجمعيات الأهلية الرائدة التي يقاس بها تحضر الأمم واعتبرتها الأمم المتحدة أحد معايير تقييم الأمم والشعوب، بما تقدمه من أعمال جليلة لخدمة وتنمية المجتمع وأفراده.