- فرق عمل «الأشغال» و«الطرق» مستمرة بإنجاز مهامها في جميع المناطق تلافياً لما قد يحدث مع هطول الأمطار بغزارة وتجنّباً لوقوع الأضرار
فرج ناصر
الخوف لا يزال عالقا في أذهان وزارة الأشغال جراء حادثة أمطار عام 2018، والتي نتجت عنها كوارث وأضرار كبيرة في نفق الصباحية والمنقف وعلى الدائري السابع مع تقاطع كبد وفي بعض المناطق الأخرى، لذلك استعدت وزارة الأشغال لمواجهة موسم الأمطار بعدة حلول ترقيعية وخجولة منها وضع مضخات لسحب المياه في بعض الأنفاق، وتنفيذ البحيرات المائية وإقامة السواتر الترابية أو المتاريس لمنع تجمع المياه أو للتحكم بمسارها بعيدا عن الطرقات أو التجمعات السكانية، حيث اعتمدت الوزارة خلال هذا الموسم وضع وتكثيف مضخات سحب المياه في مناطق الخلل وهي نفق الصباحية والمنقف، بالإضافة إلى وضع السواتر الترابية أو ما تسمى المتاريس لمنطقة جنوب الصباحية، وكذلك وضع البحيرات المائية لتخزين وتجميع المياه المتدفقة من الأمطار على الدائري السادس مع تقاطع الدائري السابع وكبد، وذلك منعا لوصول الأمطار المتجمعة هناك إلى الشوارع والطرقات أو المنازل تفاديا لما حصل عام 2018 من خسائر وحوادث في الشوارع والمنازل إذا ما هطلت الأمطار بغزارة كبيرة.
ورغم الأمطار التي هطلت على البلاد مؤخرا إلا ان وزارة الأشغال لا تزال تعمل وتتخذ جميع الاستعدات لهذا الموسم، حيث تبذل فرق العمل المختلفة فيها جهودا كبيرة ومشهودة تابعت «الأنباء» بعضا منها.
وكشف مصدر مسؤول في وزارة الأشغال لـ «الأنباء» ان الوزارة قامت بتنظيف أماكن تصريف المياه وشبكة الصرف الصحي منذ أكتوبر الماضي، وذلك وفقا لبرنامجها الدوري في كل موسم لكن جائحة «كورونا» وما رافقها من ظروف استثنائية كانت سببا في التأخير لبعض الوقت، لكن العمل يسير الآن بالتنسيق مع الهيئة العامة للطرق والنقل البري التي تقوم بالأعمال الموكلة إليها والخاصة بالطرق وتنفذ استعداداتها لهذا الموسم من خلال فرقها المنتشرة بالطرقات والشوارع في كل المحافظات وعلى مدى 24 ساعة، وكذلك انتشار معداتها بالإضافة إلى الفرق المساندة وفرق الطوارئ التي تتعاون مع الهيئة وتقدم كل أنواع المساعدة عند الحاجة.
زيادة أعداد المضخات
وقال المصدر: تمت زيادة أعداد مضخات الصرف الصحي وسحب المياه في مناطق الخلل، وكذلك هناك إنجاز كبير بأعمال إزالة الأتربة والرمال من على الطرق السريعة وتنظيفها كي لا تتسبب في إغلاق مناهيل الصرف وبالتالي ضمان انسيابية حركة مياه الأمطار في مجارير الصرف ومنع تجمعها في أي من الأماكن المتوقعة.
وأشار المصدر إلى ان الميزانية المقررة لموسم الأمطار لهذا العام بلغت ما يقارب الـ 20 مليون دينار، موضحا أن شبكة الأمطار في الكويت مصممة لاستقبال 25 ميليمترا للشوارع الداخلية و28 ميليمترا للشوارع الرئيسية.
وعلى الرغم من الاستعدادات والجاهزية الا ان هناك عددا من المواطنين في مناطق الصباحية وعبدالله المبارك شكو في جاهزية الوزارة لموسم الأمطار مؤكدين ان مسؤولي وزارة الأشغال يرفعون شعارات الجاهزية، متمنين أن يكونوا كذلك وأن تكون أعمالهم المنجزة بما يتناسب وطموحات السكان وبما يمنع حدوث أية أضرار، خصوصا أن المياه وتجمعها تؤثر سلبا وبشكل كبير على المباني والشوارع والسيارات، وهذا الأمر يكبد الناس خسائر كبيرة، لذلك يجب أن تكون تلك الاستعدادات متكاملة وعلى أحسن وجه.
وقال نايف المطيري أحد ساكني منطقة الصباحية: مللنا من وعود وزارة الأشغال باستعداداتها لموسم الأمطار، مؤكدا باننا لم نشاهد أي استعدادات بقدر ما نرى حلولا ترقيعية وخجولة، فالوزارة قامت بوضع السواتر الترابية أو المتاريس وهذه حلول بدائية، لذلك نحن نشك بجاهزية الوزارة ونريد عملا على الواقع ولا نريد أوهاما فالوقاية خير من العلاج ويجب أن تكون الحلول جذرية ودائمة.
بدوره، قال سعد الجدي: ان الوزارة لم تطور إصلاح نفق الصباحية والمنقف، وانما قامت بوضع مضخات سحب المياه وهذه الحلول وضعتها الوزارة عام 2018، ولماذا لم تتم معالجة الموضوع بشكل صحيح ودائم، خصوصا أنه مرّ على ذلك الأمر حوالي السنتين.
من جانبه، قال صياح العازمي، من منطقة عبدالله المبارك: ان وزارة الأشغال تتخبط بالحلول لموسم الأمطار، حيث قامت بوضع حاجز أسمنتي وبحيرات مائية ومكائن لسحب المياه، وهذه ليست حلولا رئيسية، لذلك نطالب الوزارة بعمل طرق افضل من ذلك، موضحا ان طريق الدائري السابع مع الدائري السادس وتقاطع كبد سيغرق مرة اخرى ما دامت لا توجد حلول جادة وواضحة، مشيرا إلى ان الحلول التي تقوم بها الوزارة حاليا ليست مقنعة وهي مؤقتة.
ومن جانب، آخر كشف مصدر مسؤول في قطاع الصيانة بوزارة الأشغال ان الوزارة تولي موسم الأمطار أهمية قصوى، وذلك من خلال الوقوف على الجاهزية الكاملة لجميع الأعمال المناطة لهذا القطاع من إصلاح للشوارع ومواجهة موسم الأمطار ورصد تجمعات مياه الأمطار في الطرقات، وكذلك وضع الحلول الجذرية لمواقع الخلل وخاصة التي حدثت عام 2018 ومعالجتها، مبينا ان الاستعدادات كانت منذ قبل اكثر من شهر لكن بعض الظروف أثرت على سير العمل وأضاف ان وزارة الأشغال قد عقدت اجتماعات دورية بينها وبين وزارات والجهات الحكومية بالدولة ذات العلاقة بموسم الأمطار، مشيرا إلى اكتمال الاستعداد، قائلا: إن الأمطار السريعة واللحظية لن ترهبنا لكن الأمطار المتواصلة لعدة ساعات هي التي تشكل الخطر لنا، لذلك نحن نقدم ما لدينا من حلول تم وضعها وهي قد تساعد بحل مشاكل الأمطار بنسبة مرتفعة، مؤكدا ان الهدف هو عدم تكرار أحداث عام 2018، وتلافي وقوع أية حوادث حماية للناس وممتلكاتهم وكذلك للبنية التحتية بشكل عام.