الوفيات في الكويت
تفيد الإحصائيات العالمية بأن معدل الوفيات في الكويت هو الأدنى عالميا، حيث سجل في الأعوام 2005 الى 2010 نسبة لا تتجاوز 1.9 بين كل ألف نسمة، وذلك مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى 8.6 لكل ألف نسمة.
أما متوسط الأعمار في الكويت فهو مرتفع مقارنة بمعظم دول العالم حيث تحتل دولة الكويت المركز رقم 41 عالميا بمتوسط 77.6 في الأعوام 2010 إلى 2015 مع فارق ملحوظ بين الذكور (76.0) والإناث (79.9).
وترجع الدراسات أسباب انخفاض الوفيات وارتفاع متوسط الأعمار في الكويت الى عدد من العوامل التي من أهمها خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية المتقدمة التي تقدمها دولة الكويت لساكني أراضيها. وجدير بالذكر أن هذه الخدمات تشمل كلا من المواطنين والمقيمين في الكويت على حد سواء.
تخصص الصحافة الورقية والإلكترونية حيزا يوميا ثابتا لنشر أخبار الوفيات في الكويت وتجاريها في ذلك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في ظاهرة غير مألوفة في كثير من الدول العربية الأخرى. ويفيد نشر أخبار الوفيات في وسائل الإعلام الكويتية، في كونه يوفر للمتابعين معلومات مهمة حول زمان ومكان الدفن وأماكن تقبل العزاء التي تقيمها الأسر والعائلات لاستقبال المعزين في الوفاة. وغالبا ما تقتصر أخبار الوفيات على ما يتعلق بالوفيات من المواطنين الكويتيين، بينما تتركز أخبار الوفيات من المقيمين من غير المواطنين على المؤسسات التي يعملون بها، وعلى الإعلانات مدفوعة الأجر في الصحف اليومية.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن «أمراض القلب» تعتبر من أهم أسباب الوفاة في الكويت، حيث تستأثر وحدها بما يقارب نسبته 40% من إجمالي عدد المتوفين في الكويت. ولهذا السبب، تحرص دولة الكويت على توفير الخدمات الطبية التي تعالج أمراض القلب تحديدا، وتقوم دولة الكويت بذلك من خلال استقدام الخبرات المهنية في مجال الطب وعلاج أمراض القلب من مختلف دول العالم.
ووفق الدراسات الطبية، فإن أمراض القلب تصيب الرجال الكويتيين بعد سن 48 عاما، بينما تصيب السيدات الكويتيات بعد سن 58 عاما، بفارق سن عشر سنوات، وهو ما يجد تفسيره في اختلاف نمط حياة الرجال عن السيدات في الكويت.
وتعتبر دول منطقة الخليج العربي بشكل عام من أقل الدول التي تحدث فيها وفيات نتيجة أمراض القلب. فوفقا لدراسات منظمة الصحة العالمية، فإن 805 من أمراض القلب تتركز في دول العالم النامية، والتي تضم دول منطقة الشرق الأوسط. وتصل نسبة الوفاة بأمراض القلب على مستوى العالم ككل 30%. وبذلك فإن نسبة الوفاة بأمراض القلب في الكويت تعتبر أعلى من المستوى العالمي، لكنها أقل من النسبة الموجودة في دول العالم النامية.
ويعتبر مرض السكري من ضمن الأسباب المؤدية للوفاة، في دولة الكويت، وتحتل الكويت المركز الثالث في انتشار مرض السكري، حيث يتوفى حوالي 800 كويتي كل عام نتيجة مرض السكري. وتكمن خطورة مرض السكري في كونه يؤدي إلى أمراض متفرعة عنه، ومنها أمراض القلب. ووفقا للإحصائيات، فإن واحدا من بين كل خمسة أشخاص في الكويت مصاب بمرض السكري. ويحتاج التصدي لمرض السكري إلى رفع الوعي لدى المرضى، بل وإلى الوقاية منه بطريق رفع الوعي لدى التلاميذ بالمدارس، بما يجعل النشاط الصحي يمتد إلى أروقة المدارس لتعليم الأطفال العادات الغذائية السليمة.
كذلك تساهم حوادث المرور في أسباب الوفيات في دولة الكويت، ذلك أن دولة الكويت تحتل المركز الثالث في الوفيات بفعل حوادث الطرق، حيث تقترب نسبة الوفيات جراء حوادث الطرق في الكويت من نسبة 8%، وهي نسبة مرتفعة، إلا أن هذه النسبة تعتبر متدنية إذا ما قورنت بمثيلاتها في دول منطقة الخليج، حيث ترتفع نسبة الوفيات بفعل حوادث الطرق في دولة الإمارات العربية المتحدة مثلا إلى 14%.