- العنزي: أمارس الطب الشعبي بالوراثة منذ أكثر من 20 عاماً وأعالج العديد من الأمراض كعرق النسا وأبو وجه وخشة البرد وغيرها
محمد الدشيش
كان الناس منذ وقت بعيد في منطقة الخليج يعتمدون اعتمادا كبيرا على اتباع أساليب الطب الشعبي في علاج الأمراض على اختلافها، ومع تقدم الحضارة الكبير وحدوث الطفرة المدنية والعلمية في معظم المجالات العلمية من طب وفيزياء وكيمياء واختراع الأجهزة المتطورة واستخدامها في المجال الطبي كأجهزة التصوير الإشعاعي ومعدات مختبرات التحاليل اصبح الاعتماد الكلي على الطب الحديث.
ومع دوامة الحياة بدأ أصحاب الخبرة ممن يعالجون المرضى بالطب الشعبي في الاندثار تدريجيا حتى صار يشار إلى من بقي منهم بالبنان لقلة عددهم، وما نطرحه من علاج بالطب الشعبي عن: مشع السرة ـ خشة البرد ـ عرق النسا ـ فري الرأس ـ ابو وجه ـ تجبير الكسور وغيرها من الأمراض التي كان يتقنها المعالجون شعبيا ككل أو من يتقنون بعضها أو وأحدها، ولأهمية هذا الموضوع وتطرق الكثيرين إليه وقناعتهم بالنتائج التي قد يحدثها لدى بعض المرضى.
«الأنباء» قامت باستطلاع آراء لأحد المعالجين ولعدد من المواطنين حول هذا الموضوع، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، التقت «الأنباء» بالمعالج بالطب الشعبي منصور العنزي وذلك للحديث عن هذه المهنة، وكيف أصبحت مع ما يشهده العالم من تطور طبي وتقني، حيث قال: في البداية تعلمت هذه المهنة بالوراثة عن والدي، وبدأت بمزاولتها منذ أكثر من 20 عاما، وكانت حالات الشفاء مبهرة جدا بالطب الشعبي.
وبسؤال العنزي عن الامراض التي يقوم بعلاجها، أوضح أنها عديدة، ومنها مشاكل «السرة» و«فري الرأس» و«عرق النسا» و«جرثومة المعدة» و«ابو وجه» و«العقم لدى النساء والرجال» وغيرها من الأمراض التي لدينا خبرة بعلاجها.
وضرب العنزي مثالا على بعض العلاجات بالطب الشعبي كمشكلة «برودة الامعاء» والتي تسمي بالطب الشعبي «خشة البرد»، واعراضها تشنج وكسل في عمل الامعاء ومن علاماتها انتفاخ بالقولون وقلة الشهية والامساك وسرعة دقات القلب وخمول عام بالجسم وغازات وآلام في البطن وتنميل باليدين عند الاستيقاظ من النوم وبرودة في الاطراف، حيث يتم العلاج بطريقة محددة وخلال فترة زمنية يشعر بعدها المريض بالتحسن بفضل الله تعالى وبسبب العلاج المقدم له.
«أبو وجه»
وعن مرض «ابو وجه» (العصب السابع)، قال العنزي: هو مرض يظهر على وجه الإنسان ويكون بسبب التيارات الهوائية الباردة المفاجئة التي تضرب الرأس وتسبب شدا بالعصب السابع بالوجه، فيبدو الوجه وكأن فيه ميولا قرب العين ومن إحدى الجهتين.
وبين أن طريقة علاج العصب السابع بالطب الشعبي العلاج المتعارف عليه تكون من التدليك لتقوية العصب واستخراج البرودة منه ثم استخدام الاعشاب واللبخة على الرأس لاستخراج الهواء البارد منه، وأوضح ان هذا المرض يسبب سقوط الجفن وميلان الفك وشلل بالوجه وفقدان الإحساس بالطعام، كما أن المريض ينزعج من المظهر العام ويتمنى أن يعود وجهه إلى ما كان عليه.
لبخة على الرأس
وعند سؤاله عن فاعلية العلاج الشعبي وسرعته، قال العنزي في احدى المرات جاءتني امرأة يحملها ابناؤها لعدم قدرتها على الوقوف أو المشي، وقالوا انهم ذهبوا بها الى عدة عيادات للطب الحديث لكن دون اي جدوى، وقمت بعمل لبخة على رأسها لها لمدة ساعتين وبعدها قامت وسبقتهم الى السيارة، وهذا بفضل الله.
عرق النسا
وبالنسبة لأكثر الحالات المترددة على مركز منصور العنزي للعلاج، قال ان مرض «عرق النسا» هو من اكثر الحالات المترددة على المركز من رجال ونساء، والاعراض عادة تكون بوجود آلام في اسفل الظهر وشد بالقدم وعدم القدرة على الوقوف بشكل مستقيم.
وعن اسباب مرض «عرق النسا» أجاب أن ذلك يكون بسبب حمل بعض الاشياء الثقيلة بطريقة خاطئة، ولعب الرياضة أو كرة القدم طويلا والاجهاد الجسدي ودخول البرودة الى الجسم، وعلاج عرق النساء يكون بالكي، وللكي نوعان قديما كان بواسطة الميسم، ولكن حاليا أصبح الكي بقطعة حديد صغيرة مثل مسمار او ابر كبيرة او ما شابه ذلك.
خلطات متنوعة
وعندما سألنا العنزي عن أهم الادوية والخلطات واللبخات الموجودة عنده والمعروضة في المركز، قال: جميع هذه اللبخات والاعشاب لها فوائد متعددة، ونستخدم لكل مرض نوعية لبخة وخلطة خاصة به، منها «لبخة الفري» و«لبخة الصداع النصفي» و«لبخة الصرع والتشنج» و«لبخة آلام الظهر».. الخ.
علاج مجاني
وحول إذا ما كان هناك من يمتهن مهنة الطب الشعبي من دون معرفة أو علم بها واصبح دخيلا عليها وسبب إحراجا لمن يمارسونها مع الناس، وانهم اخذوها للتكسب المادي وبأسعار مرتفعة، أكد العنزي ذلك بأن هناك من رفع الاسعار وأصبح الموضوع لديهم للتكسب المادي، وعن موضوع الدخلاء على المهنة أوضح أنه لا يستطيع التحدث عنه من دون معرفة تامة بهم، قائلا:عن نفسي أنا مستعد ان اقدم العلاج بشكل مجاني لمن لا يملك المال ومساعدتهم حتى الشفاء بإذن الله تعالى.
وقال العنزي: لقد جاءتني كثير من الحالات من خارج الكويت وقمت بعلاجها، وهناك أنواع متعددة من الحالات حسب المرض المصابين به.
زوار المركز
والتقينا داخل المركز بعدد من زواره، وكان المواطن الشاب ابوخالد الذي قال انه اتى الى هذا المركز قبل اربعة اعوام، وكان مرافقا لاحد اصدقائه الذي يعاني من بعض الآلام، وقال: ان المعالج منصور عندما نظر الى يدي قال ان لديك مشكلة في بطنك، وقلت له لا توجد اي مشكلة وانا لا اعاني من اي شيء، وبعد مرور اربعة اعوام حصلت لي جميع الاعراض التي ذكرها لي وذهبت الى عدة مستشفيات خاصة وحكومية ولم يعرفوا سبب هذه الاعراض، واليوم انا عدت الى اخي منصور العنزي للعلاج عنده والله الشافي.
كما التقينا مع المواطن فهد الصليلي، حيث قال: كانت لدي مشكلة بالنطق والتأتأة وعولجت لدى معالج بالطب الشعبي والحمد لله تحسنت حالتي وبشهادة المقربين مني.
الطب النبوي
كذلك التقينا مع غانم الخالدي، الذي أوضح أنه يؤمن بالعلاج الشعبي، قائلا: هو طب نبوي شريف وكان يستخدم قبل ظهور الطب الحديث وقال انه يعاني من بعض المشاكل الصحية وهو يتردد كل شهر على مراكز الطب الشعبي ويتعالج بالاعشاب، وحالته بدأت تتحسن مقدما النصح للجميع للجوء إلى العلاج بالطب الشعبي، في بعض الحالات خاصة أن هناك بعض الأمراض التي يمكن علاجها بالأعشاب بعيدا عن الأدوية الكيميائية التي عادة تكون لها مضاعفات أخرى وآثار جانبية سلبية في بعض الأحيان.
مهارة كبيرة
أما عثمان عساف فقال: لا يوجد بيت عربي إلا ويوجد فيه علاج طبيعي من اعشاب او ما شابه ذلك، وله فوائد كثيرة وهذا العلاج اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك الكثير من الحالات والأمثلة على نجاح الطب الشعبي، فكم سمعنا عن من يجبرون الكسور بمهارة كبيرة، إضافة إلى علاج بعض أمراض المعدة وغيرها بواسطة الأعشاب خصوصا أن هناك الكثير من الأدوية المستخلصة من النباتات، كما أن هذا الطب معروف عالميا عندنا وكذلك في الكثير من الدول الآسيوية وفي أميركا اللاتينية أيضا.
ارتفاع الأسعار
والتقينا أيضا كلا من طلال الدحام وفرج العنزي، اللذين أكدا أن علاج اهل البادية او ما يسمى «الطب الشعبي» مفيد لتقلصات البطن والصداع، وبعض الكسور، لكن هناك مبالغة من البعض في رفع الأسعار والأجور.
وقالا: في الدول المجاورة تجد العلاج بالطب الشعبي اقل تكلفة من الكويت بكثير، والعلاج في بعض المراكز تكون أسعاره مضاعفة لأكثر من خمسة اضعاف عن الدول المجاورة وهذا غير منطقي، خصوصا أن الكثيرين ممن يلجأون للطب الشعبي يكونون قد عجزوا عن الطب العادي، وبالتالي يجب أن تكون الأسعار في متناول الجميع.