محمد الدشيش
«الفحم» ليس سلعة موسمية، ولكن يكثر الطلب عليه خلال موسم الشتاء البارد وبداية موسم التخييم من كل عام، لاستخدامه للتدفئة والشواء وأيضا للشيشة ليصبح موسم الشتاء موسما مميزا لباعة الفحم. لكن هذا العام يختلف عن الأعوام الأخرى بسبب تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على كل شيء. «الأنباء» توجهت إلى سوق الفحم والتقت عددا من البائعين والمواطنين للتعرف على أحوال السوق في هذه الأيام التي يجتمع فيها البرد الشديد مع تأثيرات الجائحة.
في البداية، كانت اللقاءات مع الباعة ومنهم أصحاب خبرة ومدة زمنية كبيرة في بيع وشراء الفحم ومنهم من يعتبر من المخضرمين مثل ابومحمد الذي حدثنا عن بداية سوق الفحم بالكويت منذ تأسيسه.
قال أبومحمد: ان بدايتي في سوق الفحم عندما كان بالديرة وأمام سوق (الحريم) ومنذ نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات انتقلنا إلى هذا المكان وحتى هذا المكان عرف بدوار الفحم.
وعن المبيعات هذا العام، قال بدأ السوق يخف عندنا ليس اليوم بل منذ أكثر من 10 أعوام عندما نقلوا شبرة الخضار الشهيرة ووضعوها في منطقة كبد حيث بدأ السوق يخف شيئا فشيئا، أما هذا الموسم، وأنا أعمل منذ أكثر من 60 عاما، فلم يمر علينا موسم مثله ولكن نقول الحمد لله هذه أزمة عالمية، وحفظ الله الكويت من كل شر، وبالموسم السابق كانت المبيعات تصل الى 500 كيس خلال فصل الشتاء مفرد وليس بيع الجملة لدينا، واليوم لا نصل حتى 60 كيسا أيام الخميس والجمعة والتي تعتبر مبيعاتها عالية.
وعن أحسن أنواع الفحم، قال أبومحمد: الفحم الأفريقي والذي يعتبر خاليا من الشوائب ويليه الصومالي والفيتنامي ومن ثم من شرق آسيا.
أما هاني المصري بائع فحم منذ 16 عاما فقال: مبيعاتنا ترتفع خلال فصل الشتاء لكثرة الطلب عليه من أصحاب المخيمات والتي يقبل عليها الكويتيون خلال فصل الشتاء، بالسابق نبيع 300 كيس واليوم من 35 الى 40 كيسا، ولكن هذه نعتبرها أياما وتعدي على خير ويرجع السوق كما كان.
وأضاف: أهم الأسباب الأخرى هي وقف الشيشة منذ بداية أزمة كورونا، حيث كان أصحاب الشيشة يسحبون بالجملة، وأقل مدخن شيشة يسحب بالأسبوع 50 كرتونا، وبالكويت يوجد أكثر من 8000 شيشة في كل محافظتها، واليوم أصبحنا نبيع حق أصحاب الكشتات الأسبوعية فقط.
من جانبه، قال رجب أحمد رجب: السوق شبه معدوم والسبب إغلاق البلد ووقف الشيشة والمخيمات، والأسعار كما كانت بالسابق نفس الشيء حتى مع نقص البيع لأننا نحافظ على زبوننا الذي نتعامل معه منذ سنوات، ولكن خلال الأسبوع هذا (أسبوع البرد) بدأت تباشير هذا الموسم جراء موجة البرد بالبيع، وإن شاء الله يعوضنا عن الركود طول الموسم السابق. وبسؤاله عن أجود أنواع الفحم، قال: الفحم بالأصل هو نباتي عبارة عن شجر محروق وأفضلها الأفريقي والثاني الفيتنامي والكويت من أكثر الدول الخليجية التي تستورد الفحم.
أما ابوعبدالله العنزي (بائع منذ 40 عاما) فقال: ارتفع الكونتينر بقيمة 1000 دينار ولكن الأسعار كما هي، وارتفعت الإيجارات ايضا والأسعار كما هي، كنا نعتمد على الزبون الخليجي ولكن حاليا لا يوجد بسبب تسكير الحدود والباعة الجائلين على الشارع سببت لنا خسارة، ولكن أقول مو خسارة كل واحد يأخذ رزقه إن شاء الله.
تدفئة وشواء
كما التقت «الأنباء» عددا من المواطنين الذين جاءوا إلى السوق لشراء الفحم فكان أول من التقينا بدور الحربي التي قالت: «أسبوعيا أمر آخد خيشتين حق الوالدة تستخدمها للتدفئة و«الدوات» والشواء، ودي آخد أخياش أكثر علشان ما أروح وارجع بالزحمة ولكن ما عندي مكان لتخزينه»، وعن الأسعار قالت إنها لم تتغير صراحة منذ سنوات ولكن دائما ابحث عن الأجود الذي يكون بلا رائحة ولا شوائب ويقولون الأفريقي وأنا جربته زين.
أما منذر عبدالله فيقول: بالأسبوع آخد 3 خياش والأفضل هو الأفريقي وبعده الفيتنامي، كما أن الفحم الكويتي حسب تجربتي أفضل من فحم دول أخرى لأنه نظيف وخال من الشوائب وأفضل سوق آخد منه هذا السوق.
بدوره، قال عبدالرحمن الكنعان: ما أحب اشتري الفحم من الجمعيات معلب أو الأسواق المركزية، أحب اشتري من هذا السوق منذ أكثر من 40 عاما وأفضل وزن 7 كجم او 10 كجم يكون نظيف من الرمل وسهل تخزينه.
عبدالرحمن العلي يقول: اول مرة اشتري فحم من هذا السوق، حيث أخذت كرتون فحم افريقى حجم 10 كيلو وأنا أعتبره والله تجربة ممتازة حتى العلبة التي يوجد فيها الفحم مغلقة جدا ولا توسخ لا السيارة ولا الملابس وسعره 5 دنانير ويعتبر الكيلو نص دينار اعتبره سعرا مناسبا وكمية أوفر وأرخص من الأسواق الشعبية التي تبيع كيلو او كيلوين بسعر باهظ، هذه تجربة مفيدة لي وبإذن الله أجرب مرة أخرى في الشراء من هذا السوق حتى حاجات أخرى غير الفحم.
أصحاب مطاعم: «الأفريقي» الأجود
خلال وجودنا في السوق التقينا عددا من أصحاب المطاعم الذين يشترون الفحم بالجملة، حيث قال أحدهم ويدعى عادل: أتردد على هذا السوق أسبوعيا منذ 3 سنوات وآخد بالكميات الكبيرة لأني أعمل في سلسلة مطاعم تحتاجه للشواء ونأخذ أجود الأنواع الأفريقي 25 كجم وأكبر خيشة بالسوق ويعتبر الأفريقي افضل فحم لان جمرته كبيرة وتدوم اكثر وخال من كل الشوائب مثل الريحة والرمل.
أما عبداللطيف اختصاصي شراء فحم ايضا للمطاعم وبعض أغراض من سوق الجملة بالشويخ فقال: شبه يوميا آخذ 10 أكياس فحم لعدة مطاعم في 3 محافظات في الكويت، أجود أنواعه الأفريقي ثم الفيتنامي ثم التايلندي ولكن لفت انتباهي هذا العام انه لا يوجد زبائن.