اتسعت رقعة المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية والمنددة بالحرب على غزة في كبرى الجامعات العالمية لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا، ما دفع رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون إلى التلويح بنشر الحرس الوطني.
ويعبر المتظاهرون عن رفضهم للحرب الاسرائيلية على غزة ويعبرون عن تضامنهم مع سكانها.
وهدد جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا في منطقة مانهاتن بنيويورك، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية، بأنه «إذا لم يتم احتواء التظاهرات بسرعة، هناك وقت ملائم للحرس الوطني».
وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قتل طلاب عزل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
وانطلقت الحركة الاحتجاجية في جامعة كولومبيا في نيويورك، حيث جرى اعتقال عشرات الأشخاص قبل ايام، بعدما استدعت إدارة الجامعة الشرطة بوجه المتظاهرين. وقال جونسون للصحافيين في جامعة كولومبيا إنه سيطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن «التحرك» محذرا بأن التظاهرات «تجعل الطلاب اليهود هدفا في الولايات المتحدة» التي تضم نحو ستة ملايين يهودي، أكبر مجموعة من اليهود في العالم بعد إسرائيل. غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار صرحت بأن بايدن يؤيد حرية التعبير.
وقالت للصحافيين إن «الرئيس يؤمن بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات».
وأضافت «نحن نؤمن بقدرة الناس على التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية. ولكن عندما نتحدث عن خطاب كراهية وأعمال عنف، علينا أن نسميها».
وقبل ذلك، ندد بايدن بـ«معاداة السامية الصارخة» التي «لا مكان لها في حرم الجامعات». ويعرب الطلاب المحتجون عن تضامنهم مع غزة ويدعون جامعة كولومبيا وجامعات أخرى إلى قطع علاقاتها مع شركات على ارتباط بإسرائيل، منددين بالتحالف العسكري والديبلوماسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأثنت رئاسة الجامعة على «تقدم كبير» في المحادثات الجارية مع الطلاب لإخلاء المخيم بحلول اليوم الجمعة.
وحصلت في جامعة جنوب كاليفورنيا وفي تكساس مواجهات بين الطلاب وشرطيين مجهزين بأدوات مكافحة الشغب، أدت إلى اعتقال العشرات.
وأوقف 120 شخصا لفترة وجيزة أمام جامعة نيويورك في قلب مانهاتن، فيما أوقف نحو خمسين متظاهرا في يال بولاية كونيتيكت.
وأقيمت خيم احتجاج أيضا في جامعة هارفارد، أقدم الجامعات الأميركية، بضاحية بوسطن.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية عدة بأنها «مروعة»، قائلا إنها «يجب أن تتوقف»، متهما المتظاهرين بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه المحتجون الذين يدينون في المقابل الهجوم على حرية التعبير.
كما اضطرت رئيستا جامعتين إلى الاستقالة قبل بضعة أشهر بعد اتهامهما بعدم القيام بما يكفي للتصدي لمعاداة السامية في المؤسستين.
وفي فرنسا، تجمع عشرات من الطلبة الداعمين للقضية الفلسطينية، أمام جامعة السوربون، وذلك بالتزامن مع إلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كلمة حول مستقبل أوروبا.
وعملت الشرطة الفرنسية على منع تظاهرتين للطلبة، أمام جامعة السوربون، تزامنا مع زيارة ماكرون للجامعة.
وأتى تجمع طلبة الجامعة، من أجل المطالبة برفع التضييق على داعمي غزة المحاصرة، والتنديد بمواقف فرنسا التي وصفوها بـ«المتواطئة وغير الفعالة في المطالبة بوقف إطلاق النار».