- الدفع الخارجي ينتظر «ليونة» لن تأتي من «حزب الله» بفصل الجبهة الجنوبية عن حرب غزة
بيروت – ناجي شربل وأحمد عز الدين
تنتظر البلاد دفعا خارجيا لإحداث «ليونة» في الداخل، تؤدي إلى تبريد الجبهة في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله»، والى تحريك عمل المؤسسات بدءا بسد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، والعالق منذ 31 أكتوبر 2022.
الليونة المرجاة في الداخل اللبناني معني بها «حزب الله» في حال قبوله فصل المواجهة في الجنوب، عن «المساندة» للجبهة في غزة، وهو الشعار الذي رفعه الحزب في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها حركة «حماس» في 7 أكتوبر الماضي، فكان تحريك الجبهة في الجنوب في الثامن منه، بعد وقف للنار انتهت به حرب يوليو 2006، وصيغ بالقرار الشهير 1701.
كل المبادرات تقف عند إمكانية إحداث تلك الليونة. وفي هذا السياق يستهل وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه جولته في المنطقة من بيروت اليوم، حيث يعقد سلسلة لقاءات، أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته أيضا شريكا رئيسيا في «الثنائي» الذي يدير الأمور عمليا في الجبهة الجنوبية وتاليا في البلاد.
وما بات أكثر من معلوم، ان ليونة الحزب تقف عند فصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن الحرب في غزة، وإمكانية الإفراج عن الاستحقاق بالقبول برئيس للجمهورية من مرشحي «الخيار الثالث»، وإن كان الاسم محددا سلفا بين حلقة ضيقة يرتاح اليها «الثنائي»، وتاليا الحزب.
الا ان العرضين الفرنسي والأميركي عبر أموس هوكشتاين المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن، يتضمنان «حزمة واحدة» قوامها هدنة في الجبهة الجنوبية، وانتخاب رئيس للجمهورية، لمنح الرئيس فرصة لبداية عهده من دون هدير المدافع وأزيز الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
عند هذه النقطة، اي تبريد الجبهة الجنوبية، تبقى الأمور عالقة على الصعيد اللبناني. وبذلك يعود اللبنانيون إلى الاختلاف حول «وحدة الساحات» التي يتبعها «حزب الله» في سياسته الإقليمية، في حين يريد أهل الداخل إحداث «صدمة إيجابية» يرون فيها بارقة أمل لكسر المسار التنازلي للانهيار الاقتصادي والنقدي في البلاد.
بالعودة إلى الداخل، فقد طويت صفحة السجال حول التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وعاد البحث عن الحلقة المفقودة التي تؤدي إلى الانتخابات الرئاسية سواء من خلال الحوار او من دونه.
وفي انتظار عودة «اللجنة الخماسية» للتحرك بعد تقويم نتائج لقاءاتها ووضع خطة التحرك الجديدة، فإن مبادرة كتلة «الاعتدال» تبدو بمثابة الأرضية الصالحة للنقاش. وقد اعطت الكتلة انطباعا ايجابيا عقب اجتماعها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شجعها على استمرار التحرك مبديا كل استعداد لمساعدتها على النجاح.
واذ أوحت الكتلة ان التوافق على ثمانية بنود من اصل 10من مبادرتها خطوة متقدمة، وان الخلاف ينحصر في بندين هما من يترأس الحوار ومن يدعو له، قال مصدر نيابي لـ «الأنباء»: «ان هذين البندين هما جوهر المبادرة وعليهما يتوقف الحوار، وان الامور الاخرى تفصيلية كالموافقة على الحوار دون شروط او مدته وغيرها».
وتابع المصدر النيابي: «فيما يكثف الجانب الفرنسي تحركه ومساعيه لمنع تدهور الوضع على الحدود، فإن الاميركيين يحصرون تحركهم بالحد الأدنى، بعد تلقيهم رسائل حاسمة من «حزب الله» بأنه لا فصل لمعارك لبنان عن غزة ولا بحث في أي تفصيل حول الحدود قبل انتهاء هذه الحرب وأي مسعى في هذا الاتجاه هو مضيعة للوقت.. من هنا فإن تحرك هوكشتاين مجمد بعدما أنجز ملفه حول الحدود في انتظار الحسم».
وتابع المصدر «ان فرنسا التي تنسق مع أميركا أصبحت تدرك ان فرص النقاش حول إبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود ضئيلة، واذ تتمسك بمبادرتها الثلاثية حول وقف الحرب وإبقاء المنطقة الحدودية خالية الا من الجيش اللبناني والقوات الدولية المعززين في إطار تسوية جديدة تنهي النزاع حول النقاط الحدودية، فإنها تدرك ان استمرار المعارك وفق قواعد الاشتباك الحالية ضروري، طالما انه من المتعذر وقفها، مما يساعد على التوصل إلى اتفاق نهائي، لأن توسع الحرب سيحرق كل المبادرات ولن تعود معه جدوى في اي بحث».
ميدانيا، تبدو الجبهة الجنوبية على حالها بين كر وفر، تصعيد في المعارك وتخفيف من حدتها. وكان اللافت ارتفاع وتيرة القصف المدفعي أمس، والذي لم يكن حاضرا بقوة منذ اندلاع الحرب في اكتوبر الماضي. وتعرضت منطقة كفرشوبا وحدها لاكثر من 150 قذيفة مدفعية، وتسببت القذائف التي طالت مختلف مناطق الحدودية في إشعال العديد من الحرائق.
وشنت طائرة إسرائيلية مسيرة غارة على سيارة، على طريق ميدون في منطقة البقاع الغربي، مما ادى الى مقتل اثنين من "الجماعة الإسلامية " واحتراق السيارة بالكامل.
وقالت "الجماعة الإسلامية" ان المستهدفين في الغارة هما مصعب خلف وبلال خلف من قياديي الجماعة "قوات الفجر" من بلدة بنين في عكار بشمال لبنان.
وكانت إسرائيل اعلنت استهداف "اثنين من المسلحين الذين يعدون لهجمات داخل إسرائيل".
من جهة ثانية ادت الغارات العنيفة التي شنتها القوات الإسرائيلية بعد ظهر امس ومساء الى وقوع إصابات عدة. و أفيد عن مقتل اثنين احدهما من بلدة كفركلا، والثاني من الخيام.