- معلم حضاري يوثق عراقة الصناعة النفطية التي تشتهر بها الكويت
- يصطحب المعرض زواره في رحلة غنية بالمعلومات حول عالم النفط والغاز
- التعليم الترفيهي والإبداعي إحدى ركائزه الأساسية لخلق تجربة لا تُنسى
- يتضمن قاعة مؤتمرات بسعة 200 شخص مجهزة بأحدث الوسائل
في إطار سعيها لترسيخ مفهوم شامل لقوة النفط والغاز كمورد ثمين يعتبر أساسيا في طريقة عيشنا، وذلك للتعبير عن مدى قيمة تلك الثروة من وجهة نظر إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، أنشأت شركة نفط الكويت معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، بهدف لعب دور مهم من خلال وظيفته باعتباره أحد المعالم الرائدة في الكويت والمنطقة، حيث يهدف إلى خلق الانطباع الأول لدى الزوار والوفود الدوليين، إلى جانب ما يستقبله من طلبة بمختلف مراحلهم التعليمية في المؤسسات العامة والخاصة بالكويت.
هذا الأمر يجعله، وبكل المقاييس، مؤهلا لرسم هذا الانطباع الأول بعناية كبيرة، في ظل التصميم المعماري المميز للمبنى، والذي يتناسب مع التطور العلمي الذي طرأ على مختلف الصناعات في العالم، خاصة الصناعة النفطية.
ويقدم المعرض تجربة تعليمية فريدة من نوعها، من شأنها أن تسهم في رفع مستوى التوعية المجتمعية بالنفط كمورد طبيعي، وإظهار مدى الاهتمام الواسع بالصناعة النفطية في الكويت، وذلك من خلال توفير الفهم الكافي للزوار عن كيفية وماهية العمل في تلك الصناعة.
لا بد من الإشارة في البداية إلى أن معرض أحمد الجابر للنفط والغاز ليس الأول الذي تنشئه شركة نفط الكويت، إذ إن هناك معرض الشركة القديم، والذي لعب دورا مهماً على مدى العقود الماضية، حيث تمت مرافقة الوفود الزائرة من جميع أنحاء العالم إلى هذا المعرض كجزء من زيارتها إلى الشركة.
وبالإضافة إلى كونه مصدرا ممتازا للمعلومات المتعلقة بالمسائل ذات الصلة بصناعة النفط، كان المعرض القديم مصدر فخر كبير للشركة، حيث سمح للجمهور بأن يتعرف على الدور المهم الذي تؤديه شركة نفط الكويت في الدولة، وعلى مر السنين، استضاف الملوك والأمراء، ورؤساء الدول والديبلوماسيين من جميع أنحاء العالم، وكذلك الطلاب من جميع الأعمار، والآن انتقلت هذه الأمانة إلى المعرض الجديد موضوع المقال.
نبذة تعريفية
جاءت فكرة إنشاء معرض أحمد الجابر للنفط والغاز من منطلق إيمان شركة نفط الكويت بأهمية المساهمة في جانب المسؤولية الاجتماعية في الكويت. يتولى المعرض وظيفة غاية في الأهمية تتمثل بخلق الانطباع الأول عن مدى أهمية صناعة النفط والغاز في الكويت حيث يأخذ المعرض الزوار والوفود في تجربة تعليمية وتثقيفية فريدة من نوعها، وبالتالي فهو أنشئ خصيصا لكي يعطي ذلك الانطباع الأول عن مدى أهمية تلك الصناعة.
تتمثل الفكرة الأساسية خلف إنشاء معرض أحمد الجابر للنفط والغاز بتمكين الزوار من الذهاب في رحلة عبر عالم النفط والغاز، تغطي كل المعلومات المهمة المتعلقة بصناعة النفط، من النظريات الجيوفيزيائية المتعلقة بتشكيل النفط والغاز، إلى اكتشاف النفط والغاز وإنتاجه وتصديره في الكويت.
ويستند تصميم معرض أحمد الجابر للنفط والغاز على مصادفة من الأمونيت المتحجر، تمثل حيوانا بحريا منقرضا عاش قبل نحو 120 مليون سنة، حيث يعتقد العلماء بأن الأمونيت وغيره من الحيوانات البحرية التي عاشت في نفس العصر، قد ساهمت في تكوين الاحتياطيات النفطية الموجودة اليوم.
افتتح المعرض في 17 أكتوبر 2016 ويقع في مدينة الأحمدي مقابل مبنى المحافظة، وتبلغ مساحته أكثر من 60 ألف متر مربع، فيما وصلت تكلفته الإنشائية إلى 18.6 مليون دينار شاملة البناء والتصميم، فيما استغرقت عملية الإنشاء نحو 4 سنوات.
ويعود السبب وراء تسمية المعرض بهذا الاسم، تيمنا بالحاكم العاشر للكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، الذي تولى منصب أمير البلاد من عام 1921 إلى عام 1950، ليأتي الاسم إقرارا بالدور التاريخي البارز الذي لعبه في تشكيل الكويت الحديثة، بعد اكتشاف النفط وتصدير أولى شحناته في عهد المغفور له بإذن الله.
رؤية.. ومهمة
يهدف معرض أحمد الجابر للنفط والغاز في رؤيته إلى خلق فهم واسع حول مدى قوة النفط كمورد ثمين يعتبر أساسيا بالنسبة لحياتنا وطريقة عيشنا.
أما مهمته، فتتركز في تشكيل متحف وطني خاص بصناعة النفط والغاز يعمل على تقديم تجربة تعليمية للزوار يطلعون من خلالها على قصة النفط، وفي الوقت نفسه ترفع من مستوى وعيهم بالدور الإيجابي الهائل للنفط في مسيرة الكويت. ومن الأهداف التي يسعى المعرض لتحقيقها هو أن يكون المصدر الأولي للثقافة النفطية.
فضلا عن ذلك، فقد تم تشييد المعرض بأعلى المواصفات العالمية ليكون صرحا وطنيا سياحيا «من الضروري مشاهدته» في الكويت ويسعى لأن يكون صرحا متقدما ومعلما إقليميا وعالميا رائدا وجاذبا يضاف الى المعالم الإقليمية والعالمية المهمة.
تنمية وحداثة
لعبت شركة نفط الكويت عبر التاريخ أحد أهم الأدوار في تنمية الكويت الحديثة، وهذا ما يوضحه معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، وذلك عبر سرد قصة النفط، وبالتالي قصة شركة نفط الكويت ودولة الكويت. حيث يستعرض المعرض الأحداث المهمة في تاريخ الشركة منذ تأسيسها وأهم الإنجازات والاستكشافات التي تمت عبر تاريخها.
كما يشكل المعرض متحفا وطنيا للنفط والغاز يعمل على تقديم تجربة تعليمية للزوار يطلعون من خلالها على قصة النفط، وفي الوقت نفسه يرفع من مستوى وعيهم بالدور الإيجابي الهائل للنفط في مسيرة الكويت.
مسؤولية نفط الكويت
تلعب شركة نفط الكويت دورا مهماً للغاية بصفتها واحدة من الجهات الرئيسية المزودة للطاقة في العالم. ومن هنا، فإن شركة نفط الكويت تعي مسؤولياتها تجاه العديد من العملاء الدوليين الذين تخدمهم، وهي تسعى لأن تبقى موردا موثوقا به يمكن الاعتماد عليه.
وفي هذا الإطار، يحقق المعرض تلك القيم والمسؤوليات، ويسعى إلى غرس ما يعرف بالتعليم الإبداعي ودمج التربية النفطية في المناهج الدراسية الوطنية، فضلا عن اتباع سياسات تعليمية أكثر ابتكارا من خلال التركيز على التعليم الترفيهي وتوفير تجربة تعليمية ترفيهية لا تنسى، بالإضافة إلى كونه منصة احترافية تتيح استضافة المؤتمرات والمعارض الدولية، خاصة المتعلقة بالصناعات النفطية.
كما أنه ومن ضمن الأهداف الرئيسية المرجوة من المعرض، والتي تمت مراعاتها في تصميمه، هو إضافة اللمسة التاريخية والوطنية التي من شأنها أن تجعل منه صرحا وطنيا من الضروري مشاهدته في الكويت، وهو ما يعزز مفهوما جديدا يتركز على جذب زوار الكويت إلى المعرض باعتباره معلما حضاريا يوثق عراقة الصناعة النفطية التي تشتهر بها دولتنا الحبيبة.
التعليم الترفيهي
ويعد معرض أحمد الجابر للنفط والغاز بمنزلة الموقع الرئيسي والأول في الكويت الذي يمكن من خلاله الحصول على معلومات تتعلق بكيفية تشكل واكتشاف وإنتاج وتصدير النفط والغاز، حيث تم تجهيز المنشأة الواسعة بما يؤهلها للتعامل مع جولات الزائرين، وذلك من خلال فريق من الموظفين الذين هم على أتم الاستعداد لمساعدة الزوار والإجابة عن أي أسئلة تدور حول عملية إنتاج النفط. ولتحقيق هذا الهدف، فإن معرض أحمد الجابر للنفط والغاز أعد ليكون موطنا لعدد من المميزات التعليمية الأخرى، حيث انه يضم قاعة للمحاضرات التعليمية والعروض التقديمية، كما يحتوي على مسرح لعرض الأفلام التعليمية.
رحلة عالم النفط
من خلال هذه التجربة التعليمية حول قصة النفط، سيجول الزوار في 9 مواقع تبدأ من «المدخل الرئيسي» الذي يمثل تجربة بحد ذاته، وتنتهي بموقع «مستقبلكم».
تستغرق هذه الجولة ما يقارب الساعة والنصف في تجربة فريدة من نوعها تصطحب من خلالها الزائر إلى عالم الصناعة النفطية الغني بالكثير من المعلومات القيمة:
المنطقة الأولى «تجربة الدخول»: يتم في هذه التجربة الترحيب بالزوار وتسجيلهم، كما أنه في الوقت ذاته يتم عرض مشاهد عن صناعة النفط في الكويت بتقنيات مرئية حديثة وعلى شاشة بانورامية ضخمة تجعل الزائر يعيش تجربة التواجد في الحقول ومناطق العمليات، إلى حد أن غالبية من زاروا المعرض وقفوا هناك لدقائق معجبين بما تعرضه تلك الشاشة.
المنطقة الثانية «أصل النفط»: وفي هذه القاعة يتم التركيز على تكون النفط، مع إتاحة الفرصة للزوار بالنظر إلى مجسمات وجزيئيات دقيقة للكائنات التي ساهمت في تكوين النفط.
أما الميزة الفريدة لهذه المنطقة، فهي وجود هرم يظهر عرضا ثلاثي الأبعاد للبلانكتون، فضلا عن جدول رسم زمني وشاشة تفاعلية لحركة الصفيحات العملاقة التي تشكل سطح الأرض.
المنطقة الثالثة «الاستكشاف»: وهذا القسم يتحدث بالتفصيل عن عملية البحث عن النفط، وفق أحدث التقنيات التعليمية والمجسمات الخاصة بوسائل الحفر وغيرها، وهنا يمكن للزوار أن يختبروا الأمر من خلال أدوات تفاعلية مميزة، حيث هناك لوحة رسومية تصف الأيام الأولى للنفط في الشرق الأوسط، وجدول زمني يشرح اللحظات المهمة في تاريخ شركة نفط الكويت، مع خريطة تفاعلية للتنقيب عن النفط والجيولوجيا في الكويت.
المنطقة الرابعة «قاعة المشاهدة»: وهي أعلى نقطة في مدينة الأحمدي، حيث تمكن الزائر من مشاهدة مرافق ومنشآت النفط التابعة لشركة نفط الكويت.
المنطقة الخامسة «من الاستخراج إلى التكرير»: يتضمن هذا الجزء من المعرض شرحا مفصلا عن كافة الجوانب المرتبطة برحلة النفط، منذ استخراجه وحتى مرحلة التكرير، وذلك بأسلوب علمي مبسط يوضح تلك العمليات بالتجربة والتوضيح.
المنطقة السادسة «المنتجات»: يوضح هذا القسم من المعرض أهمية النفط في حياتنا، وما تحققه المنتجات البترولية من تحريك لعجلة الإنتاج والاقتصاد في مختلف المجالات، فيتم استخدام النفط لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يتم استخدام مشتقاته لصناعة العديد من السلع التي يتم استهلاكها بشكل يومي مثل الأسبيرين والأحذية الرياضية والأسمدة والعطور وكذلك وقود السيارات والطائرات.
المنطقة السابعة «فريق الإطفاء»: يعد فريق الإطفاء في شركة نفط الكويت من أفضل الفرق على مستوى العالم، ويتكلم هذا القسم عن أبطال الحرائق بالإضافة الى عرض مقتنياتهم.
المنطقة الثامنة «أبطال الإطفاء»: هذا القسم من المعرض تم تخصيصه لتكريم شجاعة وتصميم فرق الإطفاء التي واجهت الحرائق المدمرة للآبار النفطية بعد الغزو الغاشم على الكويت في عام 1991، حيث يقدم هذا القسم من المعرض فيلما وثائقيا استخدمت فيه أحدث المؤثرات البصرية والصوتية لتوثيق عملية إطفاء الآبار التي أشرف عليها 27 فريقا استمروا في العمل المتواصل لإطفاء الحرائق التي اندلعت في أكثر من 700 بئر نفطية.
المنطقة التاسعة «مستقبلكم»: تختتم الرحلة الممتعة بهذه المنطقة التي تبرز ما يمكن أن تلعبه الصناعة النفطية في تنمية الكويت، باعتبارها كانت ولا تزال أحد أهم الصناعات العالمية التي لها الأثر الكبير في تحريك عجلة الإنتاج.
خدمات مساندة
حرصت شركة نفط الكويت على توفير كل المرافق والخدمات المساندة لمعرض أحمد الجابر للنفط والغاز، حيث يتضمن المعرض الجديد قاعة مؤتمرات بسعة تصل إلى 100 شخص، تم تجهيزها وتزويدها بأحدث الوسائل السمعية والبصرية، فضلا عن المسرح الذي تبلغ سعته الاستيعابية 200 كرسي، إلى جانب مركز للمؤتمرات وصالة كبار الزوار التي تم تخصيصها لاجتماعات كبار الشخصيات، وهي مزودة بمدخل خاص ومميز لاستقبال الوفود المختلفة.
وإلى جانب تلك الخدمات والمرافق، يقدم المعرض متجرا للهدايا حتى يتسنى للزوار الحصول على المواد التذكارية التي توثق رحلتهم الفريدة المتعلقة بالنفط وأعمال الشركة.
التخطيط للزيارة
يقدم معرض أحمد الجابر للنفط والغاز جولات بصحبة مرشدين للأفراد والمجموعات باللغة العربية أو الإنجليزية حسب رغبة الزوار.
أما مواعيد العمل، فالمعرض يفتح أبوابه من الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء.
جدير بالذكر، أن جميع مرافق المعرض سهلة الاستخدام للذين يستعينون بالكراسي المتحركة، حيث إنه تم تصميمه خصيصا ليستوعب الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة.