فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل من أبرز مقرئي مصر، اختاره الملك فاروق ليكون مقرئ القصر «قصر التين» في الإسكندرية.. وجاء اختياره صدفة، حيث كان الملك فاروق يستمع إلى الإذاعة المصرية التي كانت تبث تلاوة القرآن الكريم للشيخ مصطفى إسماعيل فاستساغ الملك فاروق لتجويده وطلب تعيينه مقرئا خاصا بالقصر الملكي، وجاءه تكليفه فجأة، حيث كلف عمدة قرية «ميت غزال» التي كان الشيخ مصطفى من سكانها ومعه شيخ الخفر، وطلب منه أن يرافقهم إلى قصر الملك، ولدى وصوله سلم كتاب تعيينه مقرأ للقصر.
لقد عين قبل ذلك مقرئا بالإذاعة المصرية من دون أن يمتحن وعينته وزارة الأوقاف مقرئا بالمسجد الحسيني، ويعتبر هذا المسجد الذي يضم قبرا للإمام الحسين سيد شهداء شباب الجنة، وكان العرب والمسلمون يحرصون عند زيارتهم لمدينة القاهرة أن يصلوا فيه إحدى الصلوات الخمس، وكنت أحد هؤلاء الناس الذين يرغبون في الصلاة بمسجد الحسين.
بدأ حياته في قرية ميت غزال التابعة لمحافظة الغربية «طنطا»، فقد حفظ القرآن الكريم صغيرا، حيث لم يتجاوز عمره وقتها اثني عشر عاما.. ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا وتخصص بدراسة القراءات وأحكام التجويد على يد شيخه إدريس فاخر.
زار الشيخ مصطفى إسماعيل القدس عام 1960 وقرأ القرآن بالمسجد الأقصى، وفي عام 1977 اصطحبه الرئيس أنور السادات معه في رحلة السلام إلى القدس، وتم تكريمه من قبل الرئيس جمال عبدالناصر.
في إحدى المناسبات التقى الشيخ مصطفى إسماعيل صدفة مع كوكب الشرق أم كلثوم التي سألته: أرجوك أخبرني كيف تنتقل إلى المقامات الموسيقية بهذه المرونة والعبقرية.. فأجابها: إنه توفيق من الله عز وجل.
لقد تعودت الاستماع إلى الشيخ مصطفى إسماعيل من كثرة حرص واهتمام خالي علي الحسيني، وهو أول مقرئ بالإذاعة الكويتية. أحيانا عندما كنت أزوره في منزله بمنطقة كيفان أدخل عليه ديوانيته وإذا به منسجم وصامت يستمع لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل.
رحم الله الشيخ مصطفى إسماعيل «الأميز» في زمانه، ورحم الله خالي علي الحسيني الذي بدأ تلاوة القرآن الكريم في مسجد السوق والإذاعة الكويتية عند نشأتها.
قول مأثور: «أول العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره».
والله الموفق.