كرم الإسلام المرأة وأعطاها منزلة عظيمة بعد أن كانت حبيسة «خباتها» تؤمر ولا رأي لها ولا كيان، وكان يتم وأدها في الجاهلية فأعطاها الإسلام حقها في الميراث وحقها في الشهادة وإبداء رأيها، بل جعلها مصدرا من مصادر استقاء الشريعة الإسلامية فجعلها راوية للحديث الشريف ومصدرا تستسقي منه السنة النبوية الشريفة، والمرأة الصالحة نعمة من نعم الله تعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أربع من أصابهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، لسان ذاكر وقلب شاكر وبدن على البلاء صابر وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها ومالها»، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة».
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خير له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وان أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله».
والمرأة إنسان مكرم، كرّمها ديننا الحنيف ووضعها في مصاف الرجال ولم يفرق بينهما إلا حين تقتضي طبيعة المرأة ووظيفتها مثل هذا التفريق، والإسلام أجاز للمرأة القيام ببعض الأعمال التي تعود عليها وعلى أسرتها بالخير والمرأة لها حق العلم والتعليم والجهر ضد ما تراه مخالفا للشرع والإسلام علم المرأة الجرأة في الحق وعدم الخوف في إبداء رأيها وسؤال حاجاتها .
ومن صفات الزوجة الصالحة الدين، من هنا فإن من أعظم المطالب التي ينبغي أن يختارها راغب الزواج ويجعله نصب عينيه الدين وحسن الخلق وأن تكون من بيت متدين وأن تكون ولودا، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، وألا تكون من القرابة القريبة فإن زواج الأقارب يزيد الصفة الغالبة في الأسرة ويؤكدها ويبرزها خصوصا إذا كانت من الصفات السيئة، عكس زواج الأباعد، فهو يقلل من العيوب الجسمية والمرضية ومنها الأمراض الوراثية، وأن تكون خفيفة المهر، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة».
وقد كرّم الإسلام المرأة أما وبنتا وأختا وزوجة، والأم الواعية لها دور رائد في تكوين الفرد الصالح والأسرة الراشدة، والمرأة الصالحة تبني وتكافح وتجلب السعادة لأسرتها لأنها كنز يفوق كنوز الدنيا، والمرأة الواعية المتزنة الناجحة لا غنى عنها ولا يقوم أحد مقامها، ويجب إعدادها إعدادا صحيحا وتأهيلها تأهيلا كبيرا لأداء واجبها الأسري، والمرأة تواقة إلى بذل العلم ونصح العباد، وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدوة حسنة لكل امرأة مؤمنة غيورة على دينها وأمتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنساء خيرا».
قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
[email protected]