هل من الطبيعي حجم التدمير الهائل الذي تحدثه القوات العسكرية للكيان الصهيوني في غزة بحيث يتحول القطاع إلى كومة كبيرة من ركام المباني؟
ولماذا الإصرار «غير الطبيعي» على تهجير سكان القطاع، وعدم عودة سكان شمال غزة حتى بعد نقل العمليات العسكرية إلى جنوب القطاع؟
وهل الاعتراض العلني من الدول الغربية على تهجير الفلسطينيين بينما يترك الكيان لينفذ التهجير فعلياً، هو مخطط مدبر مسبقاً لتحقيق هدف آخر متفق عليه؟
في الوقت الذي أكتب فيه سطور المقال يتم «دفع وحشر عشرات الآلاف من أهل غزة في آخر أمتار من الحدود مع مصر. والجميع يحبس أنفاسه في انتظار ماذا سيحدث إذا حاول جيش «الدفاع» دفع الفلسطينيين لعبور الحدود مع مصر، واختراق «الخط الأحمر» الذي حدده الرئيس السيسي و«كسر الإرادة» المصرية (لا قدر الله)، وماذا سيكون رد فعل مصر؟
وزير خارجية المملكة الأردنية أيمن الصفدي طرح أمس تساؤلاً استوقفني: لماذا تصر قوى الاحتلال على إخراج أهل غزة من القطاع؟.. وهل الهدف خلق واقع جديد على الأرض؟.
أعتقد أن الهدف هو فعلاً إخلاء «كل» قطاع غزة من أهله وتحويله إلى حطام لا يصلح للحياة الآدمية ولا حتى لإعادة الإعمار!!
بل لتهيئة الأرض لشق «القناة» الحلم بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، بعد أن أعلنت إسرائيل قبل عامين عن إعادة إحيائه، وتحمل اسم «قناة بن جوريون» وتمتد من ميناء إيلات إلى شمال غزة، وروّجت الوفود التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى الدول «المهتمة» للقناة الجديدة بأنها ستكون أعمق وأوسع من قناة السويس، وتعمل في اتجاهين دائمين، والأهم أنه ستمر بمحاذاتها خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز من مناطق إنتاجه في آسيا إلى أوروبا، وتقول التقارير إن تل أبيب حصلت بالفعل على موافقة «عدة» دول على «المباركة» و«المشاركة».
فهل يمكن تطبيق المشروع عملياً؟.. وكم سيتكلف؟..
والأهم: ما آثاره على قناة السويس؟ ودخل مصر الدولاري؟
وكيف ستواجه مصر أخطار المشروع؟
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
دعاء لفلسطين
اللهم يا رحمن يا رحيم.. يا حيّ يا قيوم إن أهلنا في فلسطين ضاقت بهم السبل وأحاطت بهم المهالك واشتدت عليهم المحن وعصف بهم الجوع والمرض والظلم والقهر وعظم عليهم الأمر وتكالبت عليهم الأمم فاكشف غمتهم وفرّج كربهم وأغث لهفتهم وتولّ أمرهم وثبت أقدامهم وتقبل شهداءهم.. إنك على كل شيء قدير.
https://linktr.ee/hossamfathy