«عساكم من عواده» بداية ونهاية سيد الشهور، رمضان الكريم شهر الخير والبركة بصيامه وصلواته، وصدقاته، وطاعاته، إضافة إلى تجدد حياة الخلق برعاية الخالق وشهره الكريم.
وقد يتساءل البعض مشكورين عن أرقام الليالي والأيام الرمضانية، لكنها بمنهاجها الرباني عشرة أوله، وعشرة منتصفه، وعشرة آخره «والصيام لي وأنا أجزي به صدق الله العظيم».
وهناك البعض من المسلمين ضعاف الإيمان والعقيدة الذين يقولون إن الصيام مجرد جوع وعطش ونوم! ولا يدركون أو يوقنون بأن الصيام منهاج رباني لو طبق على جميع البشر لوجدت الكل يقابل موسم الصوم بالترحاب لما فيه من حكم وفوائد أبدية نفسية وصحية كراحة للجسم، والشعور بالسلام والصحة العامة، خصوصا أن هناك من المقتدرين صحيا وإيمانيا على الصيام حتى بعد انتهاء الشهر المبارك، فتجدهم يصومون عدة أيام كل شهر، كما سمح لمن لا يستطيع الصيام لظروف السفر أو المرض بالإفطار مع الصيام في أيام أخر أو إطعام المساكين (من كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر).
هكذا هي نعمة الصيام تميزها بساطة وعمق الإسلام الراقي للاستفادة من هذا الموسم العظيم بكل إيمان ونقاء روحي ونفسي، وليس كما يحدث اليوم من تجمهر البعض وازدحام الطرقات على مدار الساعة، وكذلك تزاحم أرفف الأطعمة.
كما أن هناك تغيرات كثيرة طرأت على بعض عاداتنا تقاليدنا المحببة لنفوس أبنائنا وبناتنا الأطفال ألا وهي «القرقيعان» والتي تحولت إلى ما يشبه العبء على بعض الأسر بسبب المنافسة على جودة ما يقدمونه في القرقيعان بعيدا عن البساطة المعتادة في اللبس وفيما يقدم للأطفال، إضافة إلى ما قد يحدثه تحرك الأطفال بين البيوت والشوارع من مخاطر عليهم حتى لاحظنا تدخل رجال الأمن في بعض المناطق لتنظيم السير في طرقها حرصا على أمان الجميع بداية من الأطفال وكبار السن وكذلك قائدو المركبات، وكم نتمنى أن تعود مثل هذه العادات إلى بساطتها ورونقها المعتاد بعيدا عن التكلف والحرج والتسبب بأذى الآخرين.
عساكم من عواده مع الأمل بالارتقاء بتراثنا وتقاليدنا.
طالت أعماركم.