يقول أحد الحكماء: ما غلبتني إلا امرأة كانت تحمل طبقا مغطى، فسألتها: ماذا يوجد في الطبق؟
فقالت: ولم غطيناه إذن؟ فأحرجتني..
يقول الحكيم: أي شيء مستور لا تحاول أن تكشفه.
ذكرني موقف الحكيم بقصة حقيقية سمعتها من فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي عن الستر وإليكم القصة:
خطيب مسجد في دمشق يقول إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، وقال له الرسول عليه الصلاة والسلام، قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، استغربت من بشارة الرسول عليه الصلاة والسلام لجاري البقال، فذهبت إليه وقلت له: عندي لك بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني لن أقولها لك إلا إذا اخبرتني ماذا فعلت مع ربك.
رفض الجار أن يقول شيئا، وبعد إلحاح شديد ذكر لي الخبيئة الصـــالحة التي بينه وبين ربه فقال:
تزوجت من امرأة وفي الشهر الخامس من زواجي كانت حاملا في الشهر التاسع، والجنين ليس مني وبإمكاني أن أُطلقها، أو أفضحها عند أهلها فيقتلونها، لكني أردت ان احملها على التوبة. فجئت بامرأة وقامت بتوليدها ليلا، ومن ثم حملت المولود تحت عباءتي وذهبت به إلى المسجد، ووضعته وراء باب المسجد ولم يرني أحد، وصليت مع المصلين، فلما انتهت الصلاة بكى المولود، فاستغرب المصلون وتجمعوا حوله، فاقتربت منهم وسألتهم ما القصة؟
فقالوا لي: تعال شوف لقيط في المسجد، فقال لهم: أعطوني اللقيط أنا أكفله، فأخذته أمام جميع المصلين على أنه لقيط، فرددناه إلى أمه، وربيته في بيتي.
يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة».
وهـــذا الرجل الصالح ستر على المرأة ولم يفضحها وتابت إلى ربها، لذلك بشره الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يكون رفيقه في الجنة.
٭ آخر المقال: دعاء جميل قاله رجل من أهل النيل لي:
«ربنا يسترها عليك».