دخلت إلى المستشفى تلك العجوز وخادمتها لموعد مع الدكتور، ولاحظها أحد المراجعين فقال لها يا خالة هل لديك أولاد؟ ردت نعم، فقال لها: لماذا لم يأت بك أحد أولادك للتفاهم مع الدكتور ومعرفة حالتك ومتابعة صحتك؟
قالت بعدما شاف الحزن في وجهها: كل مشغول بعمله وأولاده. قال: شعرت بمن ليس له أولاد، وكيف أن تكون الرعاية مقدمة على الأم وهي من حملته في بطنها تسعة شهور وأرضعته من ثديها سنتين ورعته باقي عمرها حتى كبر وشاب؟! أليس من حقها في الرعاية من هذه الخدامة أو ذلك السائق.
لابد أن نعرف السبب هل هو كثرة العمل؟ فلا بد أن نعطي من له والدين كبيرين مجالات أكثر لرعاية والديهم، ونعطي أولوية لهم عن الزوجة والأولاد، ولا تكون الرعاية للخدم أو السائق، بل الأصل للولد أو البنت، فهم أحق الناس بوالديهم وأعلم بأحوالهم، إن بر الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما.
فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).
[email protected]