أشهرت الجمعية الكويتية الخيرية لرعاية وتأهيل المسنين بموجب القرار الوزاري (116/أ) لسنة 2014، وتهدف إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لتوفير رعاية نوعية لكبار السن، الدعم المادي لسد الاحتياجات الصحية والنفسية وتوفير المعدات الطبية والأجهزة التعويضية والتأهيلية للمسنين، العمل على توعية المسنين وأسرهم والمجتمع بسمات الشيخوخة والتطورات التي تطرأ على المسنين وكيفية المساعدة على تجاوز مشكلاتهم، السعي لمنح مميزات خاصة للمسنين بالمستشفيات والعيادات الخاصة ومنحهم الأولوية في مواعيد المراجعة وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات الحكومية والخاصة، المشاركة في توفير البديل للأسر التي لديها مسن يعاني من أمراض مزمنة ولا يرغبون بإيداعه في المستشفيات بتقديم الخدمات الصحية لهم في منازلهم، المشاركة في تنظيم زيارات داخلية وخارجية للمسنين وتنفيذ الأنشطة الترفيهية والترويحية لهم بهدف إدماجهم في المجتمع، والعمل على إتمام الدور الحكومي الشامل في خدمة المسنين بما يعود بالنفع على المسنين.
من خلال قراءة السطور الأولى لأهداف هذه الجمعية، يتبين لنا مدى الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والنفسية المراد تحقيقها، وكيف أن مؤسسيها وضعوا نصب أعينهم مكانة المسن في المجتمع وإيمانهم بأهمية العمل لحفظ كرامته وآدميته، كيف لا وهو ذو المنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى الذي فضله على سائر خلقه واختصه بما لم يختص به أحدا منهم.
كما يتبين للقارئ من خلال تلك الأهداف أن هذه الجمعية الخيرية محلية العمل والمقصد والرؤى الاستراتيجية، فغايتها الإنسان الكويتي، وهناك من المسنين ممن مد الله في حياتهم وبلغوا من العمر عتيا ودخلوا في نفق المعاناة والجحود ونكران الأهل والأبناء والعزوة تاركيهم وحيدين يعانون الكآبة، محبوسين بين جدران الزمن، إلى درجة أن تمادى ذووهم في عزلهم عنهم وعن أفراحهم وأتراحهم، وحيدين غرباء تضمهم إحدى زوايا غرفهم الكئيبة، يسترجون الله لطفا ورحمة، ولخاتمتهم الدنيوية حسنى، يتوسلون أصحاب القلوب الرحيمة الوقوف إلى جانبهم، ليس لتقديم وجبة غداء تسد بها جوعهم، ولا إلى شربة ماء تطفي بها ظمأهم، ولا إلى ثوب يستر عورتهم، بل إلى من يعيد لهم جريان الدم في شرايينهم، يشعرونهم بقيمتهم وكرامتهم وآدميتهم ووجودهم في الحياة.
هذا قليل من كثير من معاناة المسنين الذين وصلوا من العمر عتيا، وغفل ذووهم عنهم وارتموا في غرفهم ضمن بيوت شيدوها لمن جحدوهم، من هنا تأتي عظمة النوايا والمقاصد لهذه الجمعية ومن يقوم عليها عندما استشعر ولامس مؤسسوها آلام وويلات أمثال هؤلاء المسنين التي ندرك حجمها عندما تعاملنا معهم خلال تطوعنا في خدمتهم على مدار سنوات، فيأتينا اليوم من يقوم على مثل هذه الجمعية بإمكاناتها وقدرات جهازها الفني الإنساني لينتشل الضحايا من كبار السن ممن تنطبق عليهم ما اختطه قلمي في الأسطر الماضية، هذا النموذج من مؤسسات المجتمع المدني الذي يترجم توجيهات مجلس الوزراء الموقر وتنفيذ أحد بنود قراره رقم (867) الصادر في 7/10/2001 المتعلق بتوطين العمل الخيري في البلاد، لذا يستحق منا القائمون عليها عظيم الشكر والثناء والتقدير وأن يعينهم الله على حمل الأمانة بتوجيه أموال المتبرعين والمحسنين الكرام لأحد أهم مصارفها الشرعية وهو مشروع حفظ وجود وكرامة ومكانة وآدمية المسنين في مجتمعهم، ومصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين) البقرة الآية 2015.