قد يعيش البعض على مبدأ أو فكرة يعتقد أنها صحيحة ولا تحتمل الخطأ، وقد يستميت لإثبات فكرته أو رأيه ويحارب الجميع بهذه القناعة التي عاش بها أمدا طويلا، ولكن هل تساءل مع نفسه: هل صحيح أن هذه الفكرة أو هذه الآراء والمعتقدات هي حقا صحيحة 100% ولا تحتمل التغيير؟
في علم المنطق والاحتمالات هناك قاعدة تقول إن ما يحتمل الصواب قد يحتمل الخطأ، لذلك لابد لنا من تقبل جميع الاحتمالات وأن نكون مرنين بأفكارنا ومعتقداتنا، فكل شيء في هذه الحياة يحتمل الصواب والخطأ، ماعدا ما أنزله الله في كتابه وأرسل به النبيين المكرمين، فكل ما أمر الله به لا يحتمل الخطأ لأنه الخالق العالم بخلقه وهو الذي يدبر الأمر ونحن العبيد قد لا نعرف الحكمة الإلهية من جميع حوادث الحياة ومستجداتها لأن الإنسان مخلوق وليس بخالق، كما أنه يرى بعينه المجردة وبصيرته المحدودة، أما الخالق فهو العالم بكل شيء وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم وهو مقدر الأمور والحوادث.
وبالتالي، فإن ما كنا نراه في السابق صحيحا قد يكون الآن غير صحيح لتغير الظروف والأحداث والمستجدات، لذلك لابد للإنسان من التكيف مع التغيير الحادث وتقبل الأمور المستجدة ومعرفة التعامل معها وألا يكون كالخشب المسندة وألا يعبد صنم الفكرة التي عاش بها طويلا وآمن بها أمدا بعيدا؛ لأن حوادث الدنيا متغيرة بتغير الزمان والمكان، ولا ثبات ولا صمود إلا للكلمات الفصل وهي كلام الله جل جلاله.
/https://www.instagram.com/sabah.alenazi1