أخبر النبي ﷺ في زمن موسى عليه السلام أنه جاء ملك الموت ليقبض روح موسى عليه السلام.
وكان في الازمان السابقة يتشكل ملك الموت على هيئة بشر.. ولكن بعد ذلك اصبح ملك الموت لا يراه أحد.
فجاء إلى موسى على هيئة بشر، فقال: انا ملك الموت ارسلني الله لأقبض روحك.. فلكمه موسى ففقع عين ملك الموت، ولم يرد عليه ملك الموت تأدبا مع انبياء ورسل ربهم.
فصعد ملك الموت إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فرد الله إليه عينه، وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن.
عندما ارى حال الدنيا وان نهايتها الموت اصبح لا اهتم لها ابدا ولا اجعلها في قلبي ولا احرص عليها.
فكم من طفل لم يبلغ الحلم مات.. وكم من مجتهد في دراسته قبل ان يتخرج مات.. وكم من اعزب قبل ان يتزوج مات.. وكم من شاب قبل ان يشيب مات.
وكم من صحيح ليس به علة مات.. وكم من ملك وغني لديه امهر الاطباء ومات!
هذه الدنيا آخر مطافها الموت.. وسنلبث في قبورنا اضعاف ما نعيش في حياتنا.. لن ينفعنا مالنا الذي جمعناه ولا اصدقاؤنا ولا جاهنا ولا مشترياتنا.
ستنفعنا اعمالنا التي نقدمها لمليكنا وربنا سبحانه وتعالى.
ستنفعنا مساعدة الناس وبذل العطاء والخير ورد الشر بالخير.
آخر عهد بينك وبين الدنيا ما سيقال عنك فيها.. وآخر عهد بينك وبين الناس ما ستبذله لهم وأنت في قبرك.. وآخر عهد بينك وبين الله ما ستقابله فيه يوم الحساب.
لن يسألوا كم رصيده ولا حجم بيته ولا منصبه.. سيقال كيف كان في دينه وصلاته واخلاقه وعطائه.
فلن يقرأ القرآن بعد موتك أحد.. ولن يصلي عنك أحد.. ولن يتصدق ويدعو دوما عنك أحد،. ستغلق صحيفتك في اي لحظه وتدخل معك في قبرك.
لن ينفعك مالك الا ما بذلت فيه لآخرتك.. ولن ينفعك منصبك الا ما ساعدت فيه غيرك.. ولن تنفعك نفسك الا ما بذلتها على الخير والاحسان والتقوى!
أعد لذلك اليوم واجعل الآخرة ورضا الله هو همك ومبتغاك.. فإن رضي عنك أتتك الدنيا راغمة.
قال ﷺ «من أصبح والدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن أصبح والآخرة همه، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة».
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ولا تقبض ارواحنا الا وانت راض عنا.
Email: [email protected]
Twitter: @Y_ALotaibii