لقد أسعدني خطاب سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وأسعد أهل الكويت كافة، وكانت الفرحة عارمة بالإعلان عن التوجه لحل مجلس الأمة خلال أشهر بعد الترتيبات القانونية.
خطاب سموه التاريخي كان ينم عن مسؤولية القائد الحكيم، القائد الإصلاحي، القائد الناصح، القائد المحب لوطنه وشعبه، وأبرز ما جاء في الخطاب حسب رؤيتي هو مناشدة سموه للشعب الكويتي بأهمية حسن اختيار من يمثلهم خاصة باختيار أشخاص يخافون الله بوطنهم بعيدا عن مصالحهم الشخصية، وطالب سموه بأهمية الابتعاد عن التعصب القبلي والطائفي والفئوي الذي مازال يشكل عائقا رئيسيا في ممارسة الديموقراطية على أصولها السليمة التي يفترض أن نعبر من خلالها إلى بر الأمان في ظل ظروف صعبة نعيشها، جعلتنا متأخرين في تحقيق طموحاتنا وتطلعاتنا على كافة الأصعدة.
نعيش مرحلة سياسية ثقيلة علينا الانتباه والتركيز على ما طالب به سموه عندما قال: «لا تضيعوا فرصة تصحيح مسار المشاركة الوطنية حتى لا نعود إلى ما كنا عليه لأن هذه العودة لن تكون في صالح الوطن والمواطنين، وسيكون لنا في حالة عودتها إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث»!
العاقل عليه أن يدرك أن خطاب سموه كان بمنزلة رسالة وطنية تشكل أساسا لنهج جديد يطالب من خلاله المواطنين بالالتزام به من اجل وطنهم ومن اجل مصالحهم العامة، فمن هذه الزاوية أنا أرى أننا دخلنا بوابة النهج الجديد وأصبحت الكرة الآن في ملعب الشعب للمساهمة في الارتقاء بالديموقراطية من أجل الكويت بعيدا عن الانتماءات القبلية والطائفية والفئوية وبعيدا عن ولاءات الأشخاص خاصة من فريقي الصراع السياسي الذي بات مكشوفا للجميع وهو الآن أشهر من أن يذكر.
علينا أن نعي دخولنا لمرحلة تستوجب منا مساندة القيادة العليا لمستقبل أفضل للبلد، ونبتعد عن مجاميع الصراع الذين لم نر منهم إلا الثرثرة، وإنجازاتهم كانت صفرا على الشمال.
يجب ألا ننسى خطاب سموه الذي وضع النقاط على الحروف، ومنحنا فرصة من أجمل الفرص السياسية لتصحيح المسار، وإذ لم نستفد منها لصالح وطننا الغالي، حتما سنقبل بأي إجراءات مقبلة، وإن كانت ثقيلة الوقع والحدث، لأن مصلحة الكويت العليا أهم بكثير من مصالح فئات وأفراد غير مدركة لخطورة الوضع الذي نحن به بسبب مصالح خاصة وممارسات ديموقراطية خاطئة، جلبت لنا الهم وتعطيل مصالح البلاد العليا.
[email protected]