من كتاب مواقف إيمانية لمؤلفه المرحوم بإذن الله الشيخ نجيب خالد العامر اخترت لكم القصة التالية: «استشهد رجل في إحدى المعارك.. فجاءت نساء الحي إلى زوجته يواسينها باستشهاد زوجها في المعركة، فقالت لها جارتها: «الحين من الذي يصرف عليك وعلى أولادك ومن يأتيكم بالطعام والشراب؟»، فأجابت زوجة الشهيد المؤمنة: «إن زوجي كان أكالا يحضر لنا الأكل، فذهب الأكال وبقي الرزاق».
الرزق هو كل ما خلقه الله لنا في الكون ينتفع به الناس من طعام وشراب وملابس، ومواصلات، وأموال وذهب ومجوهرات.. لكن هناك بعض الناس يعتقدون أن الرزق يكون بتوافر الأمور المادية فقط من سيارة آخر موديل، ساعة ماركة، ملابس غالية الثمن، سفرات إلى الدول الأوروبية، منزل فخم كالقصر.
وهذا فهم قاصر لمعنى الرزق، فالرزق أنواع وليس مقصورا على الأمور المادية فقط. الإنسان الذي أنعم الله عليه بالصحة والعافية يجب عليه أن يشكر ربه دائما، لأن الصحة غالية ولا تقدر بثمن، لذا كان من دعاء نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة».
ومن الرزق محبة الناس لك وسؤالهم عنك عندما تغيب عنهم. والسمعة الطيبة عند الناس تعتبر من الرزق.
وعندما يبعد الله عنك المشاكل والهموم والأحزان، وتعيش مرتاح البال، فهذا رزق عظيم، وكذلك الستر يعتبر رزقا، فإذا ستر الله ذنوبك وأخطاءك وزلاتك فهذا أيضا رزق.
لذا يجب على المسلم العاقل الواعي أن يتذكر دائما أن الله هو الرزاق الكريم، وأن يشكره دائما على نعمه وإحسانه وتوفيقه في جميع الأحوال والأمور.
٭ اقرأ واتعظ: المال جزء من الرزق، لكن هناك رزق الصحة، ورزق الولد الصالح، ورزق الطعام، ورزقا في البركة، وكل نعمة من الله هي رزق، وليس المال وحده هو الرزق.
فما أجمل أن نقنع بما رزقنا الله تعالى به في جميع أمور حياتنا.