عالمنا العربي مازال يعاني من بعض الأنظمة الديكتاتورية، كما أن كثيرا من مناطقه مازالت تعاني من الصراعات الأهلية والقبلية والعشائرية، وهذا بالتالي أدى إلى ضعف وغياب المؤسسات الحديثة وأسس المواطنة، ناهيك عن الحروب الطائفية والمذهبية التي تشهدها بعض الدول ومنها العراق وسورية واليمن، لذلك نرى أن هذه الدول تتعرض شعوبها للاضطهاد وملاحقة رجال الفكر والسياسة.
لذا فإن عالمنا العربي بحاجة إلى نشر ثقافة الحرية والديموقراطية، وهذا يتطلب أن يتم تعديل النظم التعليمية. أذكر عندما كنت طالبا في دار المعلمين بدمشق كانت هناك مادة مقررة على الطلبة وهي مادة القومية وحرية الفكر، وهي مادة نريد أن تقررها الدولة لنشر ثقافة الديموقراطية وحرية الفكر.
فحبذا لو اتفق المسؤولون في التعليم بمختلف أنحاء الوطن العربي على إعداد مناهج توعوية وثقافات وطنية حتى نطبع روح الوطنية في نفوس الأجيال القادمة، فنحن بحاجة ماسة لأن نسعى لتعديل مناهج التعليم وأن تتضمن مفاهيم الديموقراطية وحرية الفكر.
ومن المهم أن ننتبه إلى أن الوطن العربي بحاجة إلى التركيز على الترابط والتعاون في إطار من القومية والوطنية، لا نريد أن يبقى للطائفية أو القبلية والعشائرية أي تأثير على ترابطنا، لأن ما يحدث في عالمنا العربي من فشل في تطبيق الديموقراطية سببه عدم نشر الوعي القومي الوطني، لذا لابد من التخلص من خلط العلاقة بين الدين والدولة.
إذا تعثر الانتقال إلى الديموقراطية سببه عدم توفر البيئة الحاضنة للديموقراطية.
من كلمات أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن الحماس بغير علم عاطفة فوارة تحتاج إلى ضبط، والعلم بغير حماس قوة خامدة تحتاج إلى دفع.. والجمع بينهما هو سبيل الحركة الواعية».
والله الموفق.