بعد أيام معدودة، سيدخل الناخب الكويتي في تجربة ديموقراطية حرة تتمثل في اختياره لممثليه من نواب الأمة، الذين سيظلون يتحدثون باسمه خلال فترة الأربع سنوات القادمة، وينقلون همومه ومشاكله وآماله وتطلعاته خلال الفترة القادمة من عمر مجلس الأمة.
قد تبدو مهمة الاختيار سهلة عندما تقف على ورقة الاقتراع من خلال إمهار الاختيار بالقلم المخصص لذلك، لكن الأمر على العكس من ذلك تماما، فتلك الورقة ستعبر عن الكثير من الأمور فهي تمثل مستقبل الناخب خلال الفترة القادمة.
وبناء عليه، فإن هذه الخطوة على الرغم من قصرها وبساطتها إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الدقيقة.
وبناء عليه فإن المهمة هنا على الناخب والمسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة وجسيمة في الوقت نفسه، وذلك يتطلب من الناخب اتخاذ القرار الصائب قدر الإمكان وانتخاب من يمثله خير تمثيل، فحسن الاختيار سيعكس آفاقا على المدى البعيد، وبالتالي يجب أن يكون القرار في محله.
كما أن الناخب اليوم يجب أن يعي خطورة المرحلة وأن يستفيد من تجارب الماضي في الاختيار، والسعي لأن يكون اختياره موفقا، وعدم الانسياق وراء الإعلانات والدعايات لمرشحين لمجرد المحاباة وإرضاء البعض، مثل العصبية القبلية وخلافها من اعتبارات أخرى لا تخدم الوطن والمواطن.
بالإضافة إلى توخي التركيز الواعي والتعرف على كل مرشح وسيرته الذاتية والإنجازات التي حققها على سبيل المثال. ومعرفة البرنامج الانتخابي لكل مرشح والعمل على إجراء توازن وقياس للأداء.
من ناحية أخرى نقول إن اختيار الناخب لممثله في مجلس الأمة يتوقف عليه مستقبل الأمة خلال المرحلة القادمة وهي مرحلة ولا شك مهمة جدا وتتطلب الاستفادة من أخطاء الماضي.
من ناحية أخرى نقول إن الآمال كما أسلفنا معقودة بشكل كبير على هذا المجلس الذي نأمل أن يحقق الإنجازات التنموية التي تنتظرها البلاد منذ زمن بعيد نسبيا وذلك بالنظر لتوقف أو لنقل تأخر عجلة التنمية كثيرا لأسباب غير مقبولة في مراحل سابقة، وقد تكون مقبولة في مراحل أخرى. وبالإضافة إلى ذلك نقول إن مجيء هذا المجلس في ظل ظروف إقليمية متغيرة عما كان عليه آخر مجلس أمة.
وفي الختام، فإن دعواتنا للناخبين باتخاذ قرار ممثليهم على خير وجه. وتأدية واجبه الوطني كما يمليه عليه ضميره المطالب به. وتمنياتنا للجميع بأفضل الاختيارات، والله الموفق.
[email protected]