يعتبر الألماس أحد أهم الأحجار الكريمة، ورغم أهميته ومكانته العالمية فهو نادر ومحدود، ولا يتوافر إلا في عدد محدود من الدول في العالم، وتتصدر أفريقيا قارات العالم في حجم الثروة التي تكتنزها طبقات أرضها الغنية بالثروات والمعادن.
لذا يعد لون الحجر من العناصر الأساسية في تحديد قيمته وتثبيت سعره، فاللون يلعب دورا مهما في خطف أنظار المشترين، ويعتبر اللون الشفاف من أهم وأثمن ألوان الحجر، وتوجد ألوان أخرى عديدة، منها الأصفر والفضي والبني والأزرق وغيرها، إضافة إلى ذلك يلعب الوزن دورا جوهريا في تحديد قيمة قطعة الألماس.
ملوك الألماس عالميا: تعتبر أكبر دول العالم إنتاجا لأحجار الألماس هي روسيا والتي تمتلك 12 منجما للماس بإنتاج يبلغ 39 مليون قيراط واحتياطي يقدر بـ 608 ملايين قيراط، إما بوتسوانا فتعتبر ثاني أكبر دول منتجة في العالم ولديها 7 مناجم من الدرجة الأولى، لتأتي كندا في المرتبة الثالثة ويبلغ حجم الإنتاج العالمي 17 مليون قيراط. تعتبر الهند أكبر مستورد في العالم من حيث الإنتاج العالمي بنسبة تصل إلى 24%.
مجموعة السبع.. والألماس الروسي: كشفت المجلس الأوروبي عن حزمة عقوبات جديدة على قطاع التعدين في روسيا تستهدف واردات الألمنيوم والألماس والنحاس والنيكل في محاولة لتضييق قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.
إلا أنه وفي المقابل يجتاح البيع السري للألماس الروسي، الذي تبلغ قيمته مئات الملايين من الدولارات كل شهر، التجارة العالمية التي تمتد من مصانع القطع في مومباي، إلى المتاجر الفاخرة في نيويورك.
فقد تم تقييد المبيعات المباشرة للأحجار الكريمة الروسية بالفعل بسبب العقوبات الأميركية على شركة تعدين الماس الحكومية الروسية ألروسا، وتدرس مجموعة السبع تفاصيل حظر إضافي على المبيعات غير المباشرة في الدول الأعضاء.
تعد مدينة «سورات - الهند» المصدر الرئيسي للألماس المصقول في العالم، والتي اكتسبت شهرتها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث يقطع ويصقل 90% من ألماس العالم في هذه المدينة الصناعية. فقد استحوذت الولايات المتحدة على أكثر من 40% من صادرات الهند من الألماس المصقول والمقطوع، وبلغت صادرات الهند 39 مليار دولار في مارس الماضي، كما أن أكبر جهات تصدير الألماس بحسب القيمة خلال الفترة (2020 - 2021) الإمارات 1.12 مليار - هونغ كونغ 5.4 مليارات - الولايات المتحدة 6.2 مليارات دولار.
لكن ما أهمية صادرات الألماس الروسي؟
تشكل تجارة الألماس الروسية نحو 4 مليارات دولار سنويا، من قيمة الصادرات قبل الأزمة الأوكرانية، حيث بلغت الصادرات 489.8 مليار دولار في عام 2021 «البنك المركزي الروسي»، وشكل النفط والغاز من قيمة الصادرات 240.7 مليار دولار.
فهل الألماس الاصطناعي.. هو الحل؟
يشير الخبراء والمحللون في صناعة الألماس إلى ان إنتاج المزيد من الألماس يكلف مليارات الدولارات، ويستغرق إنتاجه ما يصل إلى عامين قبل أن يظهر هذا المنتج في الأسواق، كما أنه من الممكن أن يساعد الألماس الاصطناعي في سد الفجوة التي خلفتها صادرات موسكو في سوق المجوهرات، على الرغم من أنه من غير المرجح أن ينافس الألماس الاصطناعي كونه رخيصا ومتوافرا البدائل الطبيعية.
ويرى الخبراء أنه على الرغم من الحظر، قد تشتري أوروبا الألماس الروسي بطريقة غير مباشرة، إذ يرسل ما نسبته 90% من الألماس إلى الهند لتقطع وتصقل قبل إعادة تصديرها إلى صائغي المجوهرات في العالم.
[email protected]
HamadMadouh@