غطت بعض استطلاعات الرأي الأميركية التطورات الحالية عقب عملية طوفان الأقصى وما تلاها من رد وحشي إسرائيلي ومسائل عدة متصلة بالصراع الدائر سنعرض لبعضها هنا مع خلاصتها.
بعد بدء الحرب بأيام أجرت مؤسسة You Gov استطلاعا بمشاركة 1000 بالغ أميركي، وظهر فيه التفاوت في مواقف الأميركيين تجاه الصراع، حيث مال 39% من المشاركين إلى دعم إسرائيل أكثر من الفلسطينيين (12% فقط يميلون لصالح الفلسطينيين)، ورأى 35% من المشاركين أن الفلسطينيين هم المسؤولون أكثر عن اندلاع العنف (13% يرون إسرائيل مسؤولة)، واعتبر 61% من المشاركين أن حماية إسرائيل أهم من حماية الفلسطينيين (36% يرون العكس)، سياسيا، قال 65% من المشاركين إن التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل مهم، ورأى 64% أن حماس منظمة إرهابية، واعتقد 57% أن إسرائيل تحظى بدعم دولي أكبر من حماس.
ثم ظهرت تطورات أخرى في المواقف، في استطلاع ثان نفذته نفس المؤسسة في منتصف أكتوبر 2023 شمل 4461 بالغا أميركيا، حيث تزايد التعاطف مع إسرائيل بنسبة 78%، مقارنة بتعاطف 23% مع الفلسطينيين، ودعم 50% من المشاركين قرار الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة، وكان الدعم بنسبة 46% من الديموقراطيين و66% من الجمهوريين، وتظهر هذه النتائج تغيرات في آراء الأميركيين تجاه الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، مع تفاوت واضح بين مواقف الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة.
في ذات الفترة، أظهرت نتائج استطلاع لوكالة Reuters-Ipsos، الذي شمل 1003 بالغين أميركيين، أن 78% يؤيدون مواصلة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مع اختلاف الديموقراطيين والجمهوريين في درجة الدعم، وتزايد ملحوظ في دعوة إسرائيل الى عدم استهداف المدنيين، حيث وافق 81% على عبارة مفادها أنه «يجب على إسرائيل تجنب قتل المدنيين في ضرباتها الانتقامية ضد حماس»، أما استطلاع منظمة «داتا فور بروغرس» الأميركية، الذي شمل 1329 بالغا أميركيا، فقد أيد 66% من المشاركين فيه الدعوة الى وقف إطلاق النار ووقف التصعيد في غزة، بما يظهر تأثر موقف الرأي العام بالأحداث الجارية والصراع الدائر.
تشير هذه الاستطلاعات إلى تطور مواقف الرأي العام الأميركي ولاسيما بين فئة الشباب وتفاعله مع الأحداث الجارية وتأثيرها على التفاهم والدعم لإسرائيل والسلام في الشرق الأوسط، فرغم أن الرأي العام الأميركي بقي على انحيازه المعهود لإسرائيل، إلا أن فظائع إسرائيل في غزة وما ترتكبه من إبادة جماعية واستهداف للبنية التحتية، وربما الإحساس بالمأزق الأخلاقي في تأييدها، قد دفع نحو تزايد الطلب لوقف إطلاق النار.