في العام الدراسي 2020/21، تحول التقويم الأكاديمي لجامعة برنستون من نهائيات فصل الخريف التي كانت تقام في يناير إلى نهائيات الخريف التي أصبحت تقام في ديسمبر، مما وفر مساحة جديدة في يناير لأنواع مختلفة من المشاركة في الحرم الجامعي، رغم أنه شهر بارد الطقس مع إجازات طويلة في كل جامعات الولايات المتحدة، وتم إطلاق أول فصل شتوي Wintersession على مستوى برنستون في يناير 2021.
ويعتبر هذا الفصل بمنزلة مؤتمر ومهرجان مجاني، يمتد لأسبوعين، يتيح الفرص لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا وما بعد الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة برنستون للتجربة والاستكشاف من خلال فرص التعلم النشيطة والمثيرة للاهتمام، ومجموعات مبتكرة من الأنشطة والدورات التدريبية دون واجبات منزلية أو درجات!
يشمل مهرجان الشتاء عروضا رئيسية وأخرى مسائية يمكن لأي شخص في مجتمع الجامعة حضورها، والتي تقوم بتقديمها مجموعة من مكتب جامعة برنستون للمشاركة في الحرم الجامعي OCE ووحدات الحرم الجامعي الأخرى ومجموعات الطلاب.
وعلى الرغم من أن هذا الفصل مخصص لمجتمع جامعة برنستون، التي تكون في معظمها مفتوحة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين على حد سواء، إلا أن بعض الفعاليات قد تكون مخصصة لمجموعة جامعية معينة، كما يتاح لأفراد الأسر أو الجمهور العام وبشكل محدود لحضور بعض العروض المسائية!
ويتاح المجال لكل من لديه فكرة عن ورشة عمل أو برنامج مسائي، يرغب في تنظيمه وإدارته خلال الفصل الشتوي، تقديم مقترحه الى مركز مقترحات الفصل الشتوي، وتتخذ اللجنة الاستشارية للفصل الشتوي القرار بشأن المقترحات المقبولة الخاصة به كل عام، وفي حال تقدم أحدهم بمقترح ورشة عمل وتم قبوله، لكنه يفتقر الى المواد لتنفيذها، فبإمكانه التقدم بطلب للحصول على تمويل من OCE لدفع التكاليف!
وعند النظر الى النشاطات والفعاليات، التي يتضمنها الفصل الشتوي، يستوقف المرء أمران، أولهما ذلك القدر الكبير من التنوع، حيث تشمل ما يتعلق بالنمو الأكاديمي والمهني، مثل الوظائف والتطوير المهني، والتميز والحوسبة، والإنسانيات والعلوم الاجتماعية والعلوم البحتة، وفنون الحرف والأداء والفنون البصرية، وما يتعلق بالرفاه والمجتمع مثل التنوع والشمول والاستدامة والاسترخاء، وكيفية القيام بالطهي والحصول على اللياقة والقوة واكتساب المهارات العملية والحياتية وتلقي الأساسيات في موضوع معين، والأمر الآخر هو الغرابة، حين تطالعك في تقويم الفصل الشتوي مواضيع عن تاريخ المناجل، والأشباح، وإتقان فن الزلابية الصينية!
رغم أني شاركت في نشاطات ليست غريبة نوعا ما مقارنة بغيرها مثل: «تجاوز الدعاية السياسية» و«فهم صندوق وقف جامعة برنستون: الرسالة، الحساب، وتفنيد الخرافات» وأخرى عن دراسة استطلاعية طويلة لرأي الأطفال، وأخرى عن «الذهب الأسود غير النفط» للدلالة على النفايات الغذائية التي تحول الى سماد في مختبر الجامعة!، يبدو تنوع وغرابة الأنشطة كسعي الى تجسيد شعار مكتب المشاركة الجامعي «نحن نؤيد المشاركة، الكمال غير مطلوب We are pro-participation; perfection is not required»، حين يتيح لجميع أعضاء مجتمع برنستون المشاركة في تجارب مشتركة تبتعد بهم عن روتينهم اليومي، وتتيح لهم استكشاف الفرص التي تعزز الاتصال والنمو بما يتجاوز التخصص في سيرهم الذاتية!