[email protected]
لهجتنا الكويتية ذات أصل عربي وتضم ألفاظا مختلف الأصول!
من جميل مفردات اللهجة الكويتية الجميلة ماكو «مقاقة»!
المقاقة بالكويتي تعني الصبر وسعة الصدر والبال، ولهذا استخدمت هذه المتلازمة (ماكو مقاقة) بالضد، أي ليس له سعة صدر، أي ما له خلق وبال تجاه أمر معين إما بسبب الضجر أو لدواعي الإحباط أو ما شابه ذلك من أسباب، والتي تفقد الشخص حماسه واندفاعه وحيويته وحرصه تجاه أمر معين، فيقال عنه:
«ماله مقاقة»!
والناس إذا تلاشى حماسهم واندفاعهم نحو أمر معين قالوا: «ما لهم مقاقة»!
والحكومة إذا ما صبروا على المجلس قالوا: ما لهم مقاقة!
لاحظ عزيزي القارئ أن (ماكو مقاقة)، أي ما عندهم صبر عن شيء معين وسرعان ما يقال عنهم «ما لهم مقاقة تجاهه»!
المفردة المرادفة الأخرى التي نسمعها باللهجة الكويتية هي «لا تحاتون»!
وتقال إذا صار أمر عظيم والناس تخوفت منه، ويأتي الاطمئنان بهذه المفردة «لا تحاتون»!
أي لا تقلقون، وخذ مثلا في منحة مالية في العيد الوطني!.. لا تحاتون في!
أو يأتيك الرد شفيكم صبروا.. ما فيكم «مقاقة»؟!
وما بين لا تقلقون وماكو مقاقة، احنا ضايعين بالطوشة!
٭ ومضة:
اللهجة الكويتية ومفرداتها بالفعل تستحق منا استخدامها والتي اختلطت بها ألفاظ ليست منها وعلينا نخليها، أي فرزها لتعود صافية اللفظ والمعاني.
فما أجمل «ماكو مقاقة»، أي صبر فنحن شعب يتمسك بلهجته ويمارس مفرداتها، ولتوضيح وتبسيط الأمر نقول:
- تعبنا من المشكلة الإسكانية الحكومة حبلها طويل واحنا شعب ماكو مقاقة!
- التعليم في نزول متهالك يصعب وقفه والحل يتطلب حلولا عملية شاملة واحنا شعب ما عندنا مقاقة!
- المرور مشكلة أزلية والوزارة تسعى جاهدة لحلها، بس احنا ماكو مقاقة للاستماع!
- الحوار الدائر في (الميديا) والتواصل الاجتماعي يحتاج الى وقفة وتوعية، بس احنا ما عندنا قبول ولا مقاقة!
وهكذا ما بين ماكو مقاقة والوعود بالصبر والتحمل لا طبنا ولا غدا الشر!
٭ آخر الكلام:
سألت الأخ غانم - بوسالم: عزيزي شنسوي في (حالتنا) المستعصية التي لا تقبل لا بالمقاقة ولا الصبر؟
فقال: غُبرة.. أي «حسافة» بالكويتي رحنا «چفي»!
٭ زبدة الحچي:
في مثل هذه المواضيع الخلافية يستحسن تقليل (الحچاوي) وإعطاء الناس الزبدة!
ما أحوج مجتمعنا الكويتي إلى سعة الصدر والصبر وترك (المقاقة) جانبا وإزاحة أسباب الضجر والإحباط أو ما شابه ذلك والالتفات إلى تعضيد محاربة كل أشكال الفساد في (مقاقة) كاملة الدسم!
تعبنا في الحياة من اللوتي - والشيلايتي والملچع والمشلوط والبوهبة والنچري والخيخة!امسحوا أيها الاخوة القراء والقارئات من قواميسكم (ماكو مقاقة) وأعطوا الحماسة أولوية ضمن أولوياتكم، فالكويت تأخرت كثيرا عن الركب وآن الأوان أن تتقدم بقوة لأنها تملك كل مقومات النجاح بإذن الله..
لنحارب معا ماكو مقاقة!
وليكن الاتجاه جديا نحو التنمية الشاملة بصبر وهمة عالية.
الكويت تنتظر منا في شهر فبراير وفي غيره من الشهور همما شامخة، ولا نصير «قوم مكاري»!
وتبقى ماكو فكة هي (الحل) بدل ماكو مقاقة!.. في أمان الله.